قم بمشاركة المقال
في تطور صادم هز أسواق القهوة في المنطقة، تتحدى شركة معروف للصناعات الغذائية كل قوانين الاقتصاد المعروفة بإعلانها تثبيت سعر القهوة التركية عند 12 دينارًا أردنيًا فقط للكيلو الواحد، بينما تشهد أسعار البن عالميًا ارتفاعات جنونية تصل إلى 30%. هذا القرار الجريء الذي بدأ سريانه في 9 أبريل، يأتي كصفعة مدوية للأزمة العالمية التي تهدد بتدمير ميزانيات الملايين من محبي القهوة حول العالم.
وسط عاصفة من التقلبات العالمية المدمرة، تقف الشركة الأردنية شامخة كالجبل أمام إعصار التضخم المالي الذي يضرب العالم. خالد النعيمي, المدير العام للشركة، يؤكد في تصريح حصري: "قررنا أن نمتص الضربة بأنفسنا بدلاً من أن نمررها لعملائنا الأوفياء." هذا بينما تروي أم محمد العمري, ربة البيت الأردنية التي تشتري 3 كيلو قهوة شهريًا: "كنت أرتجف خوفًا من أن أضطر لحرمان عائلتي من كوب القهوة الصباحي، لكن شركة معروف أنقذتنا من هذا الكابوس."
الأرقام المرعبة تكشف حجم المأساة العالمية: أسعار البن الخام ارتفعت بأكثر من 200 مليار دولار في الخسائر العالمية خلال العام الماضي فقط، نتيجة تغيرات مناخية كارثية دمرت مزارع القهوة في البرازيل وكولومبيا. سلاسل التوريد العالمية تنهار كأوراق الخريف، والشركات العملاقة تسقط واحدة تلو الأخرى أمام هذا الإعصار الاقتصادي. لكن شركة معروف اختارت أن تقف في وجه العاصفة، محولة التحدي إلى أكبر انتصار في تاريخها.
النتائج المذهلة بدأت تظهر بسرعة البرق: محمود العمري, صاحب بقالة في عمان، يشهد على المعجزة: "طوابير العملاء تمتد خارج متجري، الجميع يريد قهوة معروف!" بينما يحذر د. سامر الخزاعي, الخبير الاقتصادي: "هذه مقامرة عبقرية قد تحول معروف إلى إمبراطورية القهوة في الشرق الأوسط، أو تدمرها تمامًا." الشركات المنافسة تدخل في حالة ذعر، والمستهلكون يعيشون حلم الأسعار المعقولة وسط كابوس التضخم العالمي.
في عالم يبدو وكأنه ينهار اقتصاديًا، تقدم شركة معروف درسًا في الشجاعة والولاء للعملاء قد يعيد كتابة قواعد الأعمال التجارية. لكن السؤال الذي يحرق الألسنة: هل ستتمكن من الصمود أمام هذا الإعصار المالي العالمي، أم أن هذا مجرد هدوء خادع قبل عاصفة أكبر؟
