قم بمشاركة المقال
في تطور مالي صادم هز السوق الأردني، انخفضت أسعار الذهب بمقدار 90 قرشاً خلال ساعات قليلة فقط مساء الخميس، مما يعني أن كل من يملك 100 غرام ذهب خسر 90 ديناراً في يوم واحد! هذا الانخفاض المفاجئ، الذي يساوي راتب يوم كامل لعامل أردني متوسط، ترك المستثمرين والمواطنين في حالة من الحيرة والقلق الشديد، بينما يحذر الخبراء من أن القرار التالي قد يحدد مصير استثماراتهم للأشهر القادمة.
وفقاً للنشرة المسائية الرسمية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، وصل سعر بيع غرام الذهب من عيار 21 إلى 78.00 ديناراً، فيما استقر سعر الشراء من المواطنين عند 75.00 ديناراً، مما يخلق هامش ربح قدره 3 دنانير لكل غرام. أم محمد، ربة منزل من عمان، تروي صدمتها: "اشتريت 20 غراماً من الذهب صباح اليوم، واكتشفت مساءً أنني خسرت 18 ديناراً في يوم واحد فقط - هذا مبلغ يكفي لشراء حاجيات البيت لثلاثة أيام!"
يربط الخبراء هذا التراجع الحاد بالتقلبات العالمية في أسواق المعادن النفيسة، والتي تتأثر بشكل مباشر بتحركات أسعار الصرف والسياسات النقدية الإقليمية. د. سامر الاقتصادي، محلل الأسواق المالية، يؤكد: "هذه التذبذبات تشبه إلى حد كبير ما شهدناه خلال أزمة كورونا في 2020، والذهب مثل المصعد - يصعد وينزل بسرعة البرق." النقابة من جهتها تراقب التطورات بحذر شديد، خاصة مع توقعات استمرار التقلبات في الأيام القادمة.
يواجه المواطنون الأردنيون الآن قرارات صعبة تتعلق بمدخراتهم واستثماراتهم الذهبية، حيث تتأرجح القرارات بين الاستفادة من الانخفاض للشراء بأسعار مخفضة أو انتظار مزيد من التراجع. محمد، صاحب محل ذهب في وسط البلد يصف الوضع: "الهواتف لا تتوقف عن الرنين، العملاء يتصلون كل ساعة يسألون عن الأسعار، والكل في حيرة - يشتري أم ينتظر؟" بينما يرى المتفائلون في هذا الانخفاض فرصة ذهبية للاستثمار، يحذر المتشائمون من إمكانية استمرار الهبوط لأسابيع قادمة.
مع استمرار المراقبة الدقيقة للتطورات العالمية، ينصح الخبراء المستثمرين بتجنب القرارات المتسرعة واستشارة المختصين قبل اتخاذ خطوات كبيرة. النقابة تتعهد بنشر تحديثات مستمرة للأسعار، بينما يبقى السؤال الأهم مطروحاً: هل هذا الانخفاض المفاجئ بداية لفرصة استثمارية حقيقية، أم أنه مجرد البداية لموجة هبوط أكبر قد تهز السوق الأردني في الأيام القادمة؟
