حصري: الأردن يستضيف أول مكتب للناتو في المنطقة بعد شراكة دامت 30 عاماً!

في خطوة تاريخية فارقة تهز أركان الشرق الأوسط، يضع حلف الناتو قدمه للمرة الأولى في المنطقة العربية خلال 75 عاماً من تاريخه، مفتتحاً أول مكتب دبلوماسي له في العاصمة الأردنية عمان. مكتب واحد صغير يحمل في جعبته قوة 31 دولة بميزانية دفاعية تتجاوز التريليون دولار، في انعطافة استراتيجية ستعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية خلال الأشهر القادمة.
شهدت عمان أمس الثلاثاء لحظة مصيرية عندما قطع خافيير كولومينا، الممثل الخاص للأمين العام للناتو، الشريط الأحمر معلناً بداية حقبة جديدة. ثلاثة عقود كاملة من الشراكة والانتظار تتوج أخيراً بحضور فعلي ودائم للحلف الأطلسي. "يعكس هذا التزامنا الراسخ بتعزيز الحوار والتعاون مع شركائنا الإقليميين"، قال كولومينا وهو يصافح السفير ضيف الله الفايز. سارة، الدبلوماسية الشابة التي حضرت الافتتاح، همست لزميلها: "هذا اليوم سيُدرَّس في كتب التاريخ."
وراء هذا القرار الجريء تكمن خطة الناتو للجوار الجنوبي، استراتيجية طموحة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. الملك عبد الله الثاني، الذي شارك في اجتماع وزراء خارجية الناتو في ديسمبر الماضي، مهد الطريق لهذا الإنجاز التاريخي. الخبراء يشبهون هذه الخطوة بإلقاء حجر في بركة ساكنة - تأثيرات متوسعة ستصل إلى كل أنحاء الشرق الأوسط، من الخليج إلى المتوسط.
أحمد، المواطن الأردني الذي يعمل في القطاع المصرفي، يراقب التطورات بقلق وأمل معاً. "أخشى من ردود أفعال دول الجوار، لكنني متحمس للفرص الاقتصادية الجديدة"، يقول وهو يتصفح الأخبار. المكتب الجديد يعد بحوارات أمنية منتظمة، برامج بناء القدرات الدفاعية، وتدفق استثمارات غربية قد تغير وجه الاقتصاد الأردني. لكن التحدي الأكبر يكمن في الموازنة الدقيقة بين التحالفات الجديدة والعلاقات العربية التقليدية.
مكتب واحد في عمان، شراكة امتدت ثلاثة عقود، وأول حضور فعلي للناتو في القلب النابض للشرق الأوسط. الأردن يكتب اليوم فصلاً جديداً في تاريخ المنطقة، مؤكداً دوره المحوري المتنامي على الخريطة الجيوسياسية العالمية. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل سيكون هذا المكتب بداية لتحول جذري في موازين القوة بالشرق الأوسط، أم مجرد خطوة دبلوماسية ستمر مرور الكرام؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط