قم بمشاركة المقال
في تطور صادم هز قلب الاقتصاد السعودي النابض، شهدت المنطقة الشرقية انقطاعاً كهربائياً مفاجئاً استمر 220 دقيقة من الظلام الدامس، مما أثر على حياة نصف مليون مستهلك وشل الحركة التجارية والصناعية في المنطقة الأكثر حيوية اقتصادياً. الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء تعلن الآن عن استعادة كامل للخدمة وبدء تحقيق عاجل مع وعد بتعويضات تلقائية للمتضررين.
بدأت الأزمة عند الساعة 2:09 مساءً أمس الخميس 18 ديسمبر، عندما ضرب الانقطاع المفاجئ المنطقة كالصاعقة، تاركاً المصاعد متوقفة والمكاتب مظلمة في وسط النهار. أحمد التميمي، صاحب مصنع في الدمام، يروي مأساته: "شاهدت إنتاج يوم كامل يتبخر أمام عيني، وتلفت معدات حساسة بقيمة مئات الآلاف." استمر الظلام حتى الساعة 5:49 مساءً، بينما عمل المهندس سلطان العتيبي وفريق الطوارئ 4 ساعات متواصلة لإعادة النور للمنطقة.
الخلفية التاريخية تكشف عن ضغط متزايد على شبكة الكهرباء مع النمو الاقتصادي المتسارع والتطور الصناعي الهائل في المنطقة الشرقية. هذا الانقطاع يذكرنا بكارثة تكساس 2021 التي كلفت المليارات، لكن الاستجابة السعودية كانت بسرعة البرق مقارنة بالمعايير العالمية. د. فهد الشهري، خبير الطاقة، حذر من تزايد الضغط على الشبكة: "النمو الاقتصادي يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والشبكات الذكية."
التأثير على الحياة اليومية كان مدمراً: فاطمة الغامدي، ربة منزل من الخبر، اضطرت لرمي طعام بقيمة 500 ريال بسبب انقطاع التبريد، بينما تأخر مئات الطلاب عن امتحاناتهم وخسرت الشركات مبيعات يوم كامل.
- تقديرات أولية تشير لخسائر 12 مليار ريال للقطاع الصناعي
- تعويضات تلقائية ستصل للمستحقين دون مطالبة
- خطة طوارئ شاملة لتطوير الشبكة خلال 2024
النتيجة النهائية: انقطاع مؤلم، لكن استجابة مشرفة وتعويضات مضمونة. الهيئة تعد بشبكة كهربائية أكثر موثوقية ومرونة، مع استثمارات ضخمة في التقنيات المتقدمة. السؤال المحوري الآن: هل ستكون هذه آخر مرة نشهد فيها مثل هذا الانقطاع، أم بداية لثورة حقيقية في مستقبل طاقوي أكثر أماناً واستدامة؟ الوقت وحده سيخبرنا بالإجابة.