صدمة لعشّاق البن.. قهوة العميد ترفع أسعارها في الأردن والوثيقة تشعل غضب المستهلكين! إليك السعر الجديد

في خطوة أثارت قلق محبي القهوة في الأردن، أعلنت شركة بن العميد، وهي أحد أبرز اللاعبين في سوق القهوة المحلية، عن رفع أسعار منتجاتها بنسبة 17% ابتداءً من الأربعاء المقبل. هذا القرار يأتي في وقت يعاني فيه المستهلك الأردني من ضغوط اقتصادية متزايدة، حيث سيرتفع سعر الكيلوغرام من القهوة التركية من 12.600 دينار إلى 14.800 دينار أردني، مما يعني أن فنجان القهوة المعتاد سيكلف 75 قرشاً بدلاً من نصف دينار. تثير هذه الزيادة تساؤلات حول قدرة المستهلكين على الاستمرار في الاستمتاع بعادة شرب القهوة اليومية التي تمثل جزءاً أساسياً من الثقافة الاجتماعية في المملكة.

أسباب زيادة الأسعار

ترجع القفزة السعرية الملحوظة لقهوة العميد إلى عدة عوامل عالمية متشابكة. إذ بررت الشركة قرارها بالارتفاع الكبير في أسعار البن الخام عالمياً، والتي شهدت قفزة مذهلة تجاوزت 80% خلال العام الماضي فقط. يضاف إلى ذلك تكاليف الشحن المتصاعدة بنسبة 58%، نتيجة الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية والتحديات اللوجستية المستمرة. وأشارت مصادر مطلعة في صناعة القهوة إلى أن الأزمات المناخية في الدول المنتجة للبن، إلى جانب الصراعات الجيوسياسية التي تؤثر على التجارة العالمية، قد ساهمت في تفاقم المشكلة، مما يجعل من الصعب على شركات مثل بن العميد الحفاظ على هوامش ربح مستدامة دون إجراء تعديلات سعرية.

تفاصيل الإعلان الرسمي وتحليل التبريرات

جاء الإعلان الرسمي عن زيادة الأسعار من خلال وثيقة رسمية نشرتها شركة بن العميد، حيث أوضحت أن السعر الجديد للكيلوغرام من القهوة التركية سيصبح 14.800 دينار أردني شاملاً ضريبة المبيعات. وقد حاولت الشركة التخفيف من وقع الخبر بالتأكيد أن نسبة الزيادة (17%) تعتبر أقل بكثير من الارتفاع الفعلي في تكاليف الإنتاج والتشغيل. وبحسب اقتصاديين محليين، تبدو تبريرات الشركة منطقية في ظل التقلبات العالمية غير المسبوقة في أسواق السلع الأساسية. ومع ذلك، يرى خبراء التسويق أن توقيت الإعلان قبل شهر من التنفيذ قد يكون استراتيجية لامتصاص ردود الفعل السلبية وإعطاء المستهلكين فرصة للتكيف مع الواقع الجديد، خاصة وأن القهوة تعد من المشروبات الأساسية في الثقافة الأردنية.

ردود فعل المستهلكين والتوقعات المستقبلية

أثارت أنباء زيادة الأسعار موجة من الاستياء بين المستهلكين الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد منهم عن قلقهم إزاء هذه الزيادة التي تأتي وسط موجة تضخم عامة. وصرح أحمد خالد، صاحب مقهى في عمّان، قائلاً: "سنضطر إما لرفع أسعار فناجين القهوة أو تقليل الكمية المقدمة للزبائن، وكلا الخيارين صعب". وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع مراقبو السوق أن تحذو شركات قهوة أخرى حذو العميد في رفع أسعارها، مما قد يؤدي إلى تغيير في أنماط استهلاك القهوة. كما تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن استمرار الاضطرابات في سوق البن العالمي قد يدفع نحو زيادات سعرية إضافية خلال الأشهر القادمة، مما يضع المستهلكين أمام تحديات إضافية.

مع استمرار تداعيات ارتفاع أسعار قهوة العميد في السوق الأردني، يُتوقع أن نشهد تحولات في عادات الاستهلاك قد تتراوح بين البحث عن بدائل أقل تكلفة أو تقليل وتيرة شرب القهوة. هذه التطورات تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الصناعات المعتمدة على استيراد المواد الخام في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن شركات القهوة من إيجاد توازن بين تغطية تكاليفها المتصاعدة والحفاظ على ولاء المستهلكين في سوق تنافسي وظروف اقتصادية صعبة؟