أرقام تكسر الخيال.. تعرف على أضخم توسعات الحرم المكي في التاريخ

شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة تطوراً ملحوظاً عبر التاريخ، متحولاً من مساحة استوعبت 50 ألف مصلٍ قبل قرن من الزمان إلى صرح ديني يتسع اليوم لنحو 3 ملايين مصلٍ في وقت واحد، ويستقبل قرابة 107 آلاف طائف في الساعة الواحدة.
تعود أولى عمليات التوسعة في المسجد الحرام إلى عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب في السنة السابعة عشرة للهجرة، حيث قام بهدم المنازل المحيطة بالكعبة وتعويض أصحابها، بهدف توسعة المطاف. وأحاط المسجد بجدار قصير ليميزه عن المباني المجاورة، كما وضع مصابيح للإنارة.
واصل الخليفة عثمان بن عفان عملية التطوير بإضافة الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية، فيما أدخل الأمويون والعباسيون أعمدة جلبت خصيصاً من مصر وسوريا. واهتم العثمانيون بعمارة المسجد حتى أطلق على سلاطينهم لقب "خادم الحرمين الشريفين".
بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من التطوير مع الملك عبد العزيز الذي أمر بوضع مظلات في صحن المسجد عام 1927، وباستخدام الإضاءة الكهربائية في العام التالي. وانطلقت أول توسعة رسمية في عهد الملك سعود عام 1955، حيث تضاعفت مساحة الحرم لتصل إلى 160 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية بلغت 400 ألف مصلٍ.
وفي عام 1988، نفذ الملك فهد بن عبد العزيز توسعة أخرى أضافت بموجبها جزءاً جديداً من الجهة الغربية، ما رفع مساحة المسجد إلى 366 ألف متر مربع، واستوعب 820 ألف مصلٍ، مع إدخال السلالم الكهربائية وأنظمة التكييف المركزي الحديثة.
أما أضخم توسعة شهدها المسجد الحرام فبدأت في عهد الملك عبد الله عام 2011، واستكملت في عهد الملك سلمان عام 2015، حيث وصلت مساحة الحرم إلى 1.5 مليون متر مربع. وقد تضمنت هذه التوسعة إدخال تقنيات متطورة مثل أنظمة رقمية للمراقبة، وروبوتات لتوزيع مياه زمزم وتعقيم الساحات، وتطبيقات إرشادية وشاشات تفاعلية متعددة اللغات.
يمتد الحرم المكي اليوم في اتجاهات أربعة، حيث يصل شمالاً إلى مسجد السيدة عائشة على مسافة 5 كيلومترات، وجنوباً باتجاه جبل عرفة لمسافة 20 كيلومتراً، وغرباً نحو جدة حتى حي الحديبية على بعد 18 كيلومتراً، وشرقاً إلى جعرانة بمسافة تقارب 14.5 كيلومتر.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط