تاريخي: الأردن يكسر الرقم القياسي بـ4765 ميغاواط... مسؤولون يطلقون نداء استغاثة عاجل للمواطنين!

في تطور صادم هز شبكة الكهرباء الأردنية حتى العظم، سجلت المملكة للمرة الثانية خلال 48 ساعة فقط رقماً قياسياً جديداً وصل إلى 4765 ميغاواط مساء الثلاثاء عند الساعة 19:38 تحديداً - رقم يعادل استهلاك 4 ملايين منزل في لحظة واحدة! هذا ليس مجرد رقم، بل صرخة تحذير من شبكة طاقة تقف على حافة الهاوية، والساعات الثلاث القادمة من 6 إلى 9 مساءً ستحدد مصير 11 مليون مواطن أردني.

في مراكز التحكم المضاءة بالأحمر، يراقب المهندس أحمد العمري والفريق التقني كل مؤشر بعيون محتقنة من السهر والتوتر. "وصلنا إلى مرحلة ارتفاع غير مسبوق" - هكذا وصف سفيان البطاينة، المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية، اللحظات الحرجة التي شهدتها الشبكة. أم محمد، ربة بيت في عمان، تحبس أنفاسها وهي تراقب المكيف خوفاً من انقطاع مفاجئ قد يفسد طعام أطفالها في الثلاجة، بينما تتصاعد أصوات أزيز المكيفات من كل منزل في المملكة كأنها صرخة جماعية طلباً للنجاة من حر لا يُحتمل.

هذا الرقم القياسي ليس وليد اللحظة، بل نتيجة عاصفة مثالية من العوامل: موجة حر استثنائية تضرب المنطقة، ونمو سكاني متسارع، واعتماد متزايد على أجهزة التكييف التي باتت ضرورة حياة وليس رفاهية. د. فاديا القاسم، خبيرة الطاقة في الجامعة الأردنية، تحذر: "هذا تحذير صريح لضرورة التوسع الفوري في الطاقة المتجددة". الشبكة الكهربائية الأردنية اليوم مثل شريان قلب يضخ تحت ضغط هائل - كل نبضة قد تكون الأخيرة إذا لم نتدخل بحكمة.

في الشوارع المختنقة بالحرارة، يبحث المواطنون المحمومون عن أي ظل، بينما تتوهج شاشات المراقبة في مراكز التحكم بمؤشرات حمراء تنذر بالخطر. كل مواطن أردني أصبح اليوم شريكاً مباشراً في معركة البقاء هذه - ضبط المكيف على 24 درجة بدلاً من 18 قد ينقذ الشبكة من انهيار كارثي. سعد التميمي، صاحب مقهى شعبي، يروي: "الكهرباء لم تنقطع بفضل تعاون الناس، لكن الضغط كان محسوساً في كل لحظة". هذه ليست مجرد أزمة طاقة، بل فرصة ذهبية لتحويل الأردن إلى نموذج إقليمي في إدارة أزمات الطاقة وجذب استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة.

4765 ميغاواط... رقم نُقش بماء الذهب في تاريخ الأردن، لكنه أيضاً جرس إنذار يدق بقوة نحو مستقبل طاقي أذكى وأكثر استدامة. نجح الأردنيون في اجتياز هذا التحدي التاريخي بروح الفريق الواحد، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: هل سنشهد رقماً قياسياً ثالثاً غداً؟ الإجابة بين يدي كل مواطن أردني... وكل درجة في المكيف قد تُحدث الفارق بين الاستقرار والكارثة.

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال