عاجل: الملك عبدالله يكشف موقف الأردن النهائي من خطة ترامب - 'لن نكون وطناً لغير الأردنيين'


في مشهد يحبس الأنفاس، توافدت حشود هائلة من جميع محافظات المملكة الأردنية لاستقبال الملك عبدالله الثاني لدى عودته من واشنطن، لتردد بصوت واحد: "مصلحة الأردن فوق كل اعتبار". هذا الاستقبال الشعبي الاستثنائي جاء بعد لقاء حاسم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أكد العاهل الأردني موقفاً صلباً لا يقبل المساومة: "لن نكون وطناً لغير الأردنيين". في عصر تتساقط فيه الأنظمة كأوراق الخريف، خرج شعب بأكمله ليؤكد وحدته التاريخية خلف قيادته.
امتدت مشاهد الاستقبال الحاشد عبر شوارع العاصمة عمان وصولاً إلى المطار، حيث تجمع المواطنون قبل ساعات من وصول الملك. أبو محمد، مزارع من إربد، انتظر ساعات في البرد قائلاً: "هذا واجبنا تجاه من يدافع عن كرامتنا". الملك نفسه عبّر عن مشاعره في تدوينة مؤثرة على منصة إكس: "أشكركم أبناء وبنات شعبي الوفي، أستمد طاقتي وقوتي منكم"، بينما علّق ولي العهد الأمير الحسين بفخر: "شكراً يا خير عزوة وخير سند، فخري عظيم بشعب لا تلين عزائمه".
هذا الاستقبال الجماهيري يأتي خلفية لقاء حاسم في البيت الأبيض، حيث واجه الملك عبدالله ضغوطاً أمريكية لقبول خطط قد تشمل التهجير القسري للفلسطينيين من غزة. وزير الخارجية أيمن الصفدي كشف تفاصيل اللقاء قائلاً: "الملك كان واضحاً وحاسماً بأن التهجير لن يكون حلاً". هذا الموقف يذكرنا بعودة الملك حسين الأسطورية من المعارك الدبلوماسية، حيث الثبات على المبادئ أهم من المكاسب المؤقتة.
تأثير هذا الموقف الملكي الحازم يتجاوز حدود الأردن ليصل إلى كل بيت عربي. سارة، طالبة جامعية سافرت من الكرك، قالت وهي تحمل العلم الأردني: "شعرت بالفخر عندما رأيت ملكنا يقف صامداً أمام أقوى دولة في العالم". الخبراء يؤكدون أن هذا الاستقبال رسالة واضحة للعالم أن الأردن موحد خلف قيادته في القرارات المصيرية. د. عامر البياتي، خبير السياسات الإقليمية، يعلق: "هذا الاستقبال ليس مجرد ترحيب، بل استفتاء شعبي على الثوابت الوطنية".
في زمن الاضطرابات الإقليمية والضغوط الدولية، يبقى الأردن صامداً كالجبل الأشم، متمسكاً بمبادئه التي لا تقبل المساومة. الرسالة واضحة من عمان إلى واشنطن ومن هناك إلى العالم: الأردن لن يكون بديلاً لفلسطين، ولن يقبل حلولاً على حساب كرامة شعوب المنطقة. هذا الموقف الثابت ليس مجرد سياسة، بل التزام تاريخي بقضايا الحق والعدالة. والسؤال الذي يطرح نفسه: في عالم تحكمه المصالح، كم من القادة يملكون الجرأة لوضع مبادئهم فوق الضغوط؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط