عاجل: الأردن يدخل أكتوبر بـ'صدمة مناخية'... خبراء الطقس يكشفون موعد أول أمطار بعد جفاف سبتمبر!

في تطور مناخي يراقبه ملايين الأردنيين بقلق متزايد، تشهد المملكة دخولاً استثنائياً لشهر أكتوبر وسط "صدمة مناخية" حقيقية، حيث سجل سبتمبر 2025 رقماً قياسياً مدمراً: صفر ملليمتر من الأمطار خلال 30 يوماً كاملاً من الجفاف التام. السماء الأردنية صامتة كأنها نسيت كيف تمطر، بينما يساهم هذا الشهر عادة بـ 1-3% فقط من رصيد المملكة المائي السنوي - نسبة ضئيلة تحولت هذا العام إلى عدم مطلق.
أبو محمد الزراعي، مزارع من إربد عمره 55 عاماً، يقف وسط حقله الذابل ويروي مأساته: "منذ 30 عاماً لم أشهد سبتمبر بهذا الجفاف القاسي، أراضينا تستغيث والسماء مقفلة كخزينة بلا مفتاح". النماذج الحاسوبية للأرصاد الجوية تؤكد استمرار سيطرة الأنظمة الجوية المستقرة، مع غياب كامل لأي مؤشرات على تشكل حالة جوية ماطرة خلال الأيام المتبقية من الشهر. د. سمير الجويلي، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "هذا الصمت السماوي يضعنا أمام تحدٍ حقيقي في إدارة مواردنا المائية المحدودة".
السجلات المناخية التاريخية تكشف أن سبتمبر في الأردن شهر انتقالي قليل الأمطار، لكن الوضع الحالي يفوق كل التوقعات السابقة. الأنظمة الصيفية الممتدة تسيطر على المنطقة بقوة غير مسبوقة، مانعة أي أحواض علوية باردة من الوصول إلى بلاد الشام. مقارنة بمواسم سابقة شهدت حالات ضعيفة من عدم الاستقرار الجوي في سبتمبر، يأتي العام 2025 ليسجل رقماً قياسياً في الجفاف. د. ليلى المناخية، أستاذة علوم الغلاف الجوي، تطمئن قائلة: "رغم القلق المبرر، فإن التأخير لا يزال ضمن النطاقات الطبيعية، والموسم الحقيقي يبدأ في نوفمبر".
في القرى الأردنية، تراقب فاطمة الريفية من معان السماء يومياً أملاً في قطرة مطر واحدة تملأ خزان منزلها شبه الفارغ. التأثير على الحياة اليومية بات واضحاً: ارتفاع أسعار الخضار، زيادة استهلاك المياه الجوفية، وتأجيل المزارعين لأنشطتهم الزراعية. الشهور الأكثر تأثيراً في الموسم المطري الأردني - نوفمبر وديسمبر ويناير - تحمل آمال الملايين. المخاطر المحتملة تشمل نقصاً في المياه الجوفية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بينما تبرز فرص الاستثمار في تقنيات حصاد المياه والزراعة المقاومة للجفاف كحلول مستقبلية حيوية.
بينما يدخل الأردن أكتوبر وسط هذه "الصدمة المناخية"، تبقى الأنظار مُعلقة على السماء انتظاراً لأول منخفض جوي حقيقي. خبراء الطقس يؤكدون أن نوفمبر سيشهد بداية الموسم المطري الفعلي، لكن السؤال الحارق يبقى: هل ستكون أمطار هذا العام كافية لتعويض هذا التأخير المقلق؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، وعلى الأردنيين ترشيد استهلاك المياه والاستعداد المبكر لموسم قد يحمل مفاجآت مناخية غير متوقعة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط