قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

صادم: قانون السير الجديد ينقذ أرواحاً.. لكن المراهقين يحولون شوارع الأردن لحلبة سباق!

صادم: قانون السير الجديد ينقذ أرواحاً.. لكن المراهقين يحولون شوارع الأردن لحلبة سباق!
نشر: verified icon وائل السعدي 19 ديسمبر 2025 الساعة 06:35 مساءاً

في تطور مثير للجدل، نجح قانون السير الجديد في الأردن في تحقيق انخفاض ملحوظ في الحوادث القاتلة، لكن صوت إطار محروق واحد ما زال يوقظ مئات العائلات من النوم كل ليلة. المراهقون يحولون شوارع المملكة إلى حلبات سباق حقيقية بعد منتصف الليل، مهددين بتدمير كل الإنجازات التي حققها القانون الجديد. الخبراء يحذرون: كل ثانية تمر بلا تطبيق صارم تعني حياة في خطر محدق.

زيد البحش "أبو ينال" يروي مأساته اليومية: "حوادث السير القاتلة تعتبر من المشاكل الخطيرة التي تواجه مجتمعنا، والأخطر أن بعض السائقين من صغار السن يتفننون بالقيادة بتهور خاصة ليلاً." بينما يؤكد أحمد الخمسيني، عامل البناء الذي يستيقظ فزعاً كل ليلة: "نقضي عناء يوم كامل في البحث عن لقمة العيش، ثم نُحرم من النوم بسبب هؤلاء المراهقين المتهورين." الأرقام تكشف انخفاضاً في الوفيات، لكن الكابوس الليلي يتفاقم.

خلف هذا التناقض الصادم تكمن مشكلة مزمنة جذرها ثقافة التهور المتأصلة في سلوك الشباب. نبيل عبد الحافظ "أبو سند" يحذر من تحول الطرق الأردنية إلى ساحات معارك صوتية حقيقية، حيث تختلط أصوات الإطارات المحترقة مع صراخ السكان المذعورين. القانون الجديد جاء كاستجابة لفترة سوداء شهدت حوادث مروعة، لكن التطبيق الضعيف يهدد بإعادة عقارب الساعة للوراء كما حدث في فترة ما قبل أحزمة الأمان في السبعينات.

في بيوت الأردن، تعيش فاطمة أم الثلاثة أطفال حالة رعب دائمة، تمنع أطفالها من اللعب في الشارع خوفاً من القنابل الموقوتة على عجلات. محمد سائق التكسي الخبير يشهد يومياً على مشاهد مرعبة: "المراهقون يقودون كأنهم في ألعاب فيديو، والطرق تتحول لحلبات سباق." النتائج كارثية: فقدان النوم، قلق مستمر، وحياة يومية مقيدة بالخوف. السيناريو الأسوأ يلوح في الأفق: عودة الحوادث القاتلة لمعدلاتها السابقة إذا استمر التهور بلا رقابة حقيقية.

رغم الانخفاض النسبي في الوفيات، يبقى السؤال الأهم معلقاً: كم من الأرواح البريئة نحتاج لنفقدها قبل أن نتحرك بجدية حقيقية؟ القانون موجود، والحلول متاحة، لكن التطبيق الفعال هو السبيل الوحيد لتحويل شوارع الأردن من حلبات سباق مدمرة إلى طرق آمنة تحمي الأرواح وتحترم حقوق المواطنين في النوم والأمان.

وائل السعدي

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد