عاجل: انفجار أسعار الذهب في الأردن اليوم - الغرام يخترق حاجز الـ 77 دينار... هل تشتري الآن؟

في مشهد يذكرنا بأحلك أيام الأزمة المالية العالمية، يقف المواطن الأردني اليوم أمام حقيقة صادمة: 76.900 دينار للغرام الواحد من الذهب عيار 24 - مبلغ يفوق راتب يوم كامل لموظف متوسط الدخل! بينما تقرأ هذه الكلمات، تشهد أسواق الذهب العالمية انفجاراً حقيقياً في الأسعار وصل إلى 3377.79 دولار للأوقية، مسجلاً أرقاماً قياسية لم نشهدها منذ عقود.
في تطور مثير للقلق، كشفت بيانات اقتصادية أمريكية عن انكماش قطاع الخدمات لأول مرة منذ عام كامل، فيما أضاف أرباب العمل في القطاع الخاص أقل عدد من الوظائف في أكثر من عامين. "النشاط الاقتصادي أظهر علامات تباطؤ واضحة"، حذر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في بيان استثنائي. خالد أبو محمد، تاجر ذهب في عمّان منذ 25 عاماً، يصف المشهد: "لم أر إقبالاً محموماً كهذا على الذهب منذ أزمة 2008، الناس تشتري كأنها تستعد لنهاية العالم."
وراء هذا الجنون الذهبي، تتصاعد حرب تجارية شرسة بين أمريكا والصين، حيث وصف الرئيس دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "شديد الصعوبة في التفاوض". دخلت تعريفات جمركية مرتفعة على الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ هذا الأسبوع، في خطوة أشعلت مخاوف من ركود تضخمي قد يضرب أكبر اقتصاد في العالم. المحللون يحذرون من أن هذا ليس سوى البداية، فالعاصفة الاقتصادية التي تلوح في الأفق قد تدفع بالذهب إلى مستويات خيالية.
بينما يحتفل المستثمرون الأذكياء الذين راهنوا على الذهب مبكراً، يواجه المواطن العادي معضلة حقيقية. سارة أحمد، محاسبة من عمّان، تروي قصتها: "كنت أخطط لشراء طقم ذهب لابنتي بمناسبة تخرجها، لكن الأسعار اليوم تعادل راتبي لثلاثة أشهر!" فيما يتوقع الخبراء أن نشهد تحولاً جذرياً في عادات الاستهلاك، حيث سيؤجل الكثيرون قرارات شراء المجوهرات، أو قد يلجؤون للذهب كاستثمار بدلاً من الزينة. أما المعادن النفيسة الأخرى فتسجل أيضاً مكاسب قوية: الفضة ترتفع 1.3% والبلاتين يصعد 0.6%.
مع اقتراب تقرير الوظائف الأمريكي غداً الجمعة، والذي قد يحدد مصير أسعار الفائدة العالمية، يقف العالم على مفترق طرق اقتصادي حرج. الذهب، هذا المعدن الأصفر اللامع، يعود مرة أخرى ليكون الملاذ الآمن الوحيد في بحر متلاطم من عدم اليقين. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل نحن على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة تجعل من الذهب القارب الوحيد في هذا الطوفان المالي القادم؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط