حصري: الطبيب الأردني على سفينة الضمير يتحدى الخطر... هل سيصلون لغزة أم سيواجهون مصير السفن الأخرى؟

في لحظة تاريخية تحبس الأنفاس، يبحر 100 طبيب وصحفي عبر مياه المتوسط المحفوفة بالمخاطر على متن سفينة "الضمير"، مصممون على كسر حصار الموت المفروض على 2.3 مليون فلسطيني في غزة. وسط أنباء عن اعتراض سفن أخرى من الأسطول، تواجه هذه المهمة الطبية الإنسانية ساعات حاسمة قد تقرر مصير أشجع الأطباء في العالم العربي.
د. مروان عبيد، طبيب التخدير الأردني، يكسر صمته من على متن السفينة رغم انقطاع الإرسال المتكرر: "مصممون على مواصلة الإبحار نحو قطاع غزة لكسر الحصار". بجانبه د. معتز جدعان، جراح العظام الذي خضع لتدريبات مكثفة على التعامل مع حالات اقتحام السفينة. أصوات الأمواج تختلط بدقات قلوب متوترة، بينما تشق السفينة البيضاء عباب البحر حاملة آمال الملايين. "أحمد المريض في غزة ينتظر العملية الجراحية التي قد ينقذها وصولنا"، همس أحد الأطباء وهو يحدق في الأفق.
لكن الطريق محفوف بالمخاطر. فيديوهات الاستغاثة التي انتشرت على وسائل التواصل من الناشط الأردني عبدالرحمن غزال على سفينة "سبكتر" تُذكّر الجميع بمصير السفن الأخرى. هذه ليست المحاولة الأولى - منذ أسطول الحرية الأول عام 2010، شهد البحر المتوسط محاولات متكررة لكسر الحصار، لكن أياً منها لم تحمل هذا العدد من الكوادر الطبية المتخصصة. كطبيب الطوارئ الذي يركض لإنقاذ مريض في العناية المركزة، يواجه هؤلاء الأبطال سباقاً مع الزمن وسط تحذيرات الخبراء من احتمالية اعتراض إسرائيلي وشيك.
الحكومة الأردنية تشعر بثقل المسؤولية. فؤاد المجالي، الناطق باسم وزارة الخارجية، يؤكد التواصل المباشر مع "بعض" المواطنين الأردنيين للاطمئنان عن أوضاعهم، بينما تحمّل إسرائيل مسؤولية سلامتهم. كل دقيقة تمر تحمل احتمالات جديدة - إما نجاح تاريخي يفتح طريق الأمل لغزة، أو مواجهة مع القوات الإسرائيلية قد تنهي المهمة قبل وصولها. د. سارة الممرضة، المتطوعة للمرة الثالثة في مهمة إنسانية لغزة، تقول: "رائحة الملح البحري تختلط بطعم الخوف والأمل معاً".
في الساعات القادمة، ستكتب سفينة "الضمير" فصلاً جديداً في تاريخ المقاومة السلمية. 100 ضمير حي يتحدى حصار الموت، حاملين معهم أدوية وآمال 2.3 مليون محاصر. وزارة الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على الأسطول كـ"انتهاك صارخ للقانون الدولي"، بينما العالم يترقب النتيجة. هل ستنجح الضمائر الحية في كسر حصار الموت؟ أم ستغرق في بحر السياسة والمصالح؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط