عاجل: الأردن يفتح مراكز إيواء طارئة للمتضررين... المنخفض الجوي يحاصر المواطنين!
في ليلة واحدة، تحولت أكثر من 100 مرفق ترفيهي في الأردن إلى مراكز إنقاذ طارئة، في قرار استثنائي اتخذه وزير الشباب لمواجهة المنخفض الجوي الشديد الذي يحاصر المملكة. بينما تشتد الرياح وتتساقط الأمطار بغزارة، يسابق المسؤولون الزمن لحماية آلاف المواطنين من عاصفة قد تكون الأقوى هذا العام.
الدكتور رائد العدوان، وزير الشباب، أصدر توجيهاته الفورية لجميع مدراء مديريات الشباب في 12 محافظة أردنية بفتح بيوت ومعسكرات الشباب والمراكز الشبابية كمراكز إيواء طارئة. "أهمية جاهزية البيوت والمعسكرات الشبابية والتنسيق الكامل مع الحكام الإداريين والمركز الوطني للأمن"، أكد العدوان في تصريحه الذي حول أحلام الشباب إلى ملاجئ للأمان. أبو محمد العمري، سائق شاحنة عالق على طريق السلط، يصف لحظات القلق: "عندما علمت بوجود مراكز الإيواء، شعرت بالراحة لأول مرة منذ ساعات".
هذا القرار الاستثنائي يأتي في ضوء تجارب مؤلمة عاشها الأردن، خاصة عواصف 2013 الثلجية التي شلت البلاد لأيام وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة. التضاريس الجبلية للأردن وموقعه في حوض البحر المتوسط يجعله عرضة لمنخفضات جوية قوية، لكن الاستجابة هذه المرة تبدو أكثر تطوراً وسرعة. الدكتور سامي النعيمات، خبير إدارة الأزمات، يصف الإجراء بأنه "استجابة مثالية للطوارئ تضع الأردن في المقدمة إقليمياً".
بينما تضرب العاصفة، تتحول المراكز الشبابية من أماكن للترفيه والرياضة إلى خطوط دفاع أولى ضد قسوة الطبيعة. آلاف الأسر الآن تشعر بالأمان، عالمة أن هناك مكاناً دافئاً ينتظرها إذا داهمتها السيول أو تقطعت بها السبل. أم سلمان الزعبي من إحدى المناطق الجبلية تعبر عن مشاعرها: "معرفة وجود هذه المراكز تمنحنا راحة بال في ليالي العواصف". هذا النموذج قد يصبح مرجعاً دائماً لإدارة الأزمات، ليس فقط في الأردن بل في المنطقة العربية كلها.
في زمن تتحول فيه مراكز الشباب إلى سفن نوح في بحر العاصفة، يثبت الأردن أن الاستعداد للطوارئ ليس مجرد خطط على الورق، بل إرادة حقيقية لحماية كل مواطن. المستقبل يحمل تطوير هذا النظام ليصبح نموذجاً دائماً، والدعوة مفتوحة للجميع لمعرفة مواقع مراكز الإيواء القريبة والاستعداد دائماً للطوارئ. في زمن العواصف، هل نحن مستعدون دائماً لتحويل أحلامنا إلى حصون أمان؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط