قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

عاجل: 3.7 مليار دولار تدخل الأردن من المغتربين خلال 10 أشهر... الإمارات في المقدمة بـ 24%!

عاجل: 3.7 مليار دولار تدخل الأردن من المغتربين خلال 10 أشهر... الإمارات في المقدمة بـ 24%!
نشر: verified icon وائل السعدي 15 ديسمبر 2025 الساعة 03:55 مساءاً

في تطور مالي مذهل يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد الأردني، كشفت البيانات الأولية للبنك المركزي الأردني عن تدفق 3.7 مليار دولار من حوالات المغتربين خلال 10 أشهر فقط - رقم يساوي تقريباً ثلث الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. والأكثر إثارة؟ كل دقيقة واحدة تشهد دخول 7,100 دولار أمريكي إلى الخزينة الأردنية، بينما تتصدر الإمارات قائمة الدول المرسلة بنسبة قياسية تبلغ 24%!

أحمد العمري، الأب لثلاثة أطفال الذي يعمل في دبي منذ 8 سنوات، يرسل 800 دولار شهرياً لعائلته في عمان، وهو واحد من آلاف الأردنيين الذين يساهمون في هذا الرقم الاستثنائي. "كل حوالة أرسلها تعني فرصة تعليم أفضل لأطفالي"، يقول أحمد بصوت مليء بالعزيمة. البيانات تكشف أن الإمارات تساهم وحدها بـ 900 مليون دولار سنوياً، تليها الولايات المتحدة بـ 21.2% والسعودية بـ 20.7%، في مشهد يعكس انتشار المواهب الأردنية عبر القارات.

لكن خلف هذه الأرقام الذهبية تكمن حقيقة معقدة: الحوالات الصادرة من الأردن ارتفعت بنسبة 14.9% لتصل إلى 1.4 مليار دولار - معدل نمو أسرع بثلاث مرات ونصف من الحوالات الواردة. مصر تستحوذ على 40.1% من هذا التدفق الخارج، ما يعني أن دولارين من كل 5 دولارات تخرج من الأردن تتجه جنوباً نحو النيل. د. محمد الطراونة، الخبير الاقتصادي، يحذر: "نحن أمام معادلة دقيقة بين الاستفادة من العمالة الوافدة والحفاظ على العملة الصعبة داخل حدودنا."

في محل الصرافة الذي يديره رامي حسن وسط عمان، تتزاحم الطوابير يومياً، وأصوات أجهزة العد الآلي لا تتوقف. "شهدت زيادة 60% في المعاملات خلال العام الماضي"، يشرح رامي وهو يراقب الشاشات التي تعرض أسعار صرف متقلبة. هذا التدفق المالي يعني الفرق بين التعليم الجامعي والحرمان منه لآلاف الطلاب الأردنيين، بين العلاج الطبي في الخارج والاكتفاء بالمتاح محلياً. فاطمة الزهراء، مديرة إحدى أكبر شركات الحوالات، ضاعفت أرباحها 300% خلال العامين الماضيين: "نحن نشهد ثورة حقيقية في قطاع التحويلات المالية."

3.7 مليار دولار واردة مقابل 1.4 مليار صادرة... أرقام تحكي قصة اقتصاد في تحول جذري، يقف على مفترق طرق بين الاعتماد على الخارج وبناء القوة الذاتية. مع توقع الخبراء لاستمرار هذا النمو، يبقى التساؤل الأهم مطروحاً: عندما تصبح حوالات الخارج شريان الحياة للاقتصاد... ماذا يحدث إذا توقف هذا النبض المالي يوماً ما؟

وائل السعدي

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد