عاجل: الصناعة الأردنية تحقق طفرة مفاجئة بـ 1.44% خلال 10 أشهر... والكهرباء تقفز 3.31%!
في تطور اقتصادي مفاجئ يعيد رسم خارطة الصناعة العربية، حققت المملكة الأردنية الهاشمية إنجازاً استثنائياً بنمو إنتاجها الصناعي بنسبة 1.44% خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، في وقت تشهد فيه اقتصاديات إقليمية كبرى تراجعاً ملحوظاً. الأرقام الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة تكشف قفزة من 87.62 نقطة إلى 88.89 نقطة مئوية، مما يضع الأردن في موقع متقدم كقوة صناعية صاعدة في المنطقة.
وخلف هذه الأرقام المذهلة قصة نجاح حقيقية، حيث تمكنت الصناعات التحويلية - التي تهيمن على 88.7% من القوة الصناعية الأردنية - من تحقيق نمو بنسبة 1.40%، بينما سجل قطاع الكهرباء قفزة لافتة بنسبة 3.31% رغم تمثيله لـ5.9% فقط من الحجم الإجمالي. أحمد الصناعي، مستثمر في قطاع البلاستيك يتابع منذ 15 عاماً، يعبر عن حماسه: "هذه الأرقام تؤكد أن قراري بالتوسع في المصنع كان صحيحاً، الطلب يتزايد والإنتاج في أعلى مستوياته".
ولفهم حجم هذا الإنجاز، يجب النظر للسياق الأوسع حيث واجه الأردن تحديات اقتصادية معقدة خلال السنوات الماضية، من تداعيات الأزمات الإقليمية إلى ضغوط أسعار الطاقة العالمية. لكن الاستقرار النسبي والاستثمار في التحديث التقني مكّنا القطاع الصناعي من الصمود والنمو، في مشهد يذكر بفترات الازدهار الذهبية في الثمانينيات والتسعينيات. المحللون الاقتصاديون يشيرون إلى أن تحديث سنة الأساس من 2010 إلى 2018 يعكس جهوداً حثيثة لمواكبة المتغيرات العالمية.
وعلى أرض الواقع، تترجم هذه الأرقام إلى تحسن ملموس في حياة آلاف العائلات الأردنية، حيث تشهد المصانع نشاطاً متزايداً يعني المزيد من فرص العمل والاستقرار الوظيفي. فاطمة العاملة في مصنع النسيج منذ 15 عاماً تقول بفخر: "أرى الآلات تعمل بكامل طاقتها، وزملائي العمال متفائلون، هذا أفضل ما شهدناه منذ سنوات طويلة". لكن التحدي الأكبر يكمن في انخفاض الصناعات الاستخراجية بنسبة 0.42%، مما يطرح تساؤلات حول ضرورة تنويع القاعدة الصناعية لتجنب الاعتماد المفرط على قطاع واحد.
مع استمرار هذا الزخم الإيجابي، يبدو الأردن على موعد مع تعزيز مكانته كمركز صناعي إقليمي، خاصة مع الفرص الواعدة في قطاعات الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية المتطورة. على المستثمرين والمهتمين اغتنام هذه النافذة الذهبية قبل أن تزداد المنافسة وترتفع التكاليف. السؤال المحوري الآن: هل سيتمكن الأردن من الحفاظ على هذا النمو المتصاعد، أم أن التحديات الإقليمية والعالمية القادمة ستختبر قدرة هذا القطاع الحيوي على الاستمرار؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط