عاجل: سعر الذهب يقفز لـ85.6 دينار في الأردن... هل تشتري الآن أم تنتظر الانهيار؟
في تطور صادم هز الأسواق المحلية، قفزت أسعار الذهب في الأردن إلى مستويات قياسية جديدة مع وصول عيار 21 إلى 85.6 دينار للغرام الواحد - رقم خيالي يعادل أكثر من راتب يوم كامل لموظف بالحد الأدنى. هذه الأرقام الصاعقة تعيد رسم خريطة الأحلام الذهبية للمواطنين الأردنيين، حيث كل يوم تأخير في اتخاذ القرار قد يكلفهم المزيد من الأموال.
تكشف النشرة الصباحية الرسمية عن فجوة مرعبة تبلغ 3.5 دينار بين أسعار البيع والشراء، مما يعني خسارة فورية بنسبة 4% لأي شخص يشتري ثم يبيع في نفس اليوم. "هذه الأسعار تحطم كل التوقعات السابقة"، يقول أحد نقباء الصاغة بينما يراقب الوجوه المصدومة للزبائن أمام واجهات المحلات. أم محمد، ربة بيت أردنية تدخر لشراء طقم ذهب لابنتها العروس، تقف عاجزة أمام قائمة الأسعار: "كنت أحسب أنني سأحتاج 2000 دينار، والآن اكتشفت أنني أحتاج الضعف".
خلف هذا الانفجار السعري موجة عالمية عاتية من ارتفاع أسعار المعادن النفيسة تضرب الأسواق المحلية دون رحمة. التضخم العالمي وضعف العملات والتوترات الجيوسياسية تتشابك في عاصفة مثالية تذكر بأزمة 2008، لكن بوتيرة أسرع وتأثير أعمق. الخبراء الاقتصاديون يحذرون من أن سعر العيار 24 الذي وصل إلى 98 ديناراً للغرام قد يتجاوز حاجز المئة دينار خلال أسابيع، مما يجعل أوقية الذهب تكلف أكثر من 3000 دينار أردني.
في قلب عمان، تتحول محلات الصاغة إلى مسارح لدراما إنسانية مؤلمة. سارة العبدالله، عروس اضطرت لتأجيل زفافها، تقول بحسرة: "حلمت بطقم الذهب منذ الطفولة، والآن أشعر أن الحلم يبتعد كل يوم". على الجانب الآخر، يحتفل أبو سامر، تاجر الذهب الذي اشترى كمية كبيرة الشهر الماضي، بأرباح طائلة فاقت كل توقعاته. هذا التباين الحاد يعكس واقعاً جديداً: الذهب يتحول من معدن للادخار الشعبي إلى استثمار النخبة، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل العادات الاجتماعية المتجذرة.
أمام هذا الواقع الجديد، يواجه المواطنون خيارات صعبة: البيع الآن لتحقيق أرباح، أم الانتظار علّ الأسعار تتراجع؟ الخبراء ينصحون بالحذر والتريث، خاصة مع التوقعات المتضاربة حول مستقبل الأسواق. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستصبح المجوهرات الذهبية رفاهية محصورة بالأثرياء، أم أن هذه العاصفة السعرية مجرد نوبة عابرة؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط