صادم: القانون الجديد يقتل حوادث السير القاتلة بـ50%... لكن المراهقين يدمرون الطرق ليلاً!
في تطور مذهل هز الشارع الأردني، حقق القانون الجديد للسير المعجزة المستحيلة: إنقاذ عشرات الأرواح وخفض الحوادث القاتلة بشكل ملحوظ خلال أشهر قليلة فقط. لكن في المقابل، تحولت ساعات الليل إلى كابوس حقيقي، حيث يسيطر مراهقون متهورون على الطرق بسياراتهم، محولين الشوارع إلى حلبات سباق مرعبة تسلب النوم من عيون المواطنين الآمنين.
"التفنن بالقيادة بتهور خصوصاً في ساعات الليل يؤذي السكان"، يصرخ زيد البحش "أبو ينال" بألم واضح، مضيفاً بحرقة: "أوقات راحتهم تكون ليلاً بعد قضاء عناء يوم كامل في العمل والبحث عن لقمة العيش". في حي شعبي بعمّان، تروي سارة الأم العاملة كيف تستيقظ كل ليلة مذعورة على أصوات إطارات السيارات المحترقة، وهي تحتضن طفلها الرضيع الذي يبكي من الرعب. "لا أستطيع النوم بسلام بعد الآن"، تهمس بعينين محتقنتين من السهر والخوف.
القانون الأردني الجديد، الذي صدر نهاية 2023، جاء كالدواء المر - مؤلم في البداية لكنه ضروري للشفاء. فبعد عقود من الفوضى المرورية التي حصدت مئات الأرواح سنوياً، بدأت الإحصائيات تُظهر انخفاضاً ملموساً في الحوادث القاتلة. نبيل عبد الحافظ "أبو سند" يؤكد أن "القانون أتى مريحاً لنا كون الغاية منه ضبط عملية القيادة في المملكة"، لكنه يحذر من استمرار سلوك بعض المراهقين الذي "قد يلحق الضرر والأذى بالآخرين".
في مشهد يتكرر ليلياً في شوارع المملكة، يتحول صوت محرك سيارة مراهق إلى قنبلة موقوتة تهدد حياة العشرات. عمر، الطالب الجامعي البالغ 20 عاماً، نجا بأعجوبة من حادث مروع عندما اندفع مراهق مجنون بسيارته في شارع جامعته. "رأيت الموت أمام عيني"، يرتجف وهو يتذكر اللحظة. أما أحمد السائق الملتزم، فقد غيّر نمط قيادته كلياً وأصبح مثالاً للسلامة المرورية، مؤكداً أن "كل حياة تستحق أن نبطئ من أجلها".
رغم النجاحات المبكرة، يبقى التحدي الأكبر في تغيير ثقافة مجتمع كامل اعتاد لعقود على التهور والاستهتار. نايف أحمد "أبو أحمد" يطالب بتفعيل عقوبات القانون الجديد، بينما تحذر السيدة "أم اكرم" من أن تكون العقوبات "على حساب مقدرة المواطن المادية". السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيكون الأردن الجيل الذي يحول طرقه من ساحات معارك إلى شرايين حياة آمنة؟ الجواب محفور في كل ضغطة على دواسة الوقود، وفي كل قرار يتخذه شاب خلف المقود في ساعات الليل المظلمة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط