عاجل: تقلبات جوية مفاجئة تضرب الأردن السبت... والأغوار تتحول لجنة استوائية!
في تطور صادم يقسم المملكة الأردنية إلى خريطة مناخية متناقضة، يشهد الأردن اليوم فارقاً حرارياً مذهلاً يصل إلى 15 درجة مئوية بين مناطقه المختلفة، حيث ترتعش العاصمة عمان من البرد القارس بينما تستمتع العقبة والأغوار بطقس ربيعي استوائي في نفس اللحظة. خلال الساعات القادمة، ستحتاج لاتخاذ قرار حاسم: البقاء في قبضة البرد أم الهروب إلى جنة الدفء على بُعد ساعات قليلة فقط.
تجتاح موجة هوائية باردة المناطق المرتفعة في المملكة، مخلفة وراءها أجواء شتوية قارسة تدفع المواطنين للبحث عن المدافئ وارتداء أثقل الملابس. في المقابل، تنعم الأغوار والبحر الميت والعقبة بطقس معتدل يشبه أجواء الربيع الساحرة. "إنه مشهد استثنائي نادراً ما نشهده بهذا الوضوح،" يؤكد د. أحمد الخريشة، خبير الأرصاد الجوية، مضيفاً: "ثلاث مناطق مناخية مختلفة تماماً تتعايش في بلد واحد خلال نفس اليوم." أبو محمد، سائق تاكسي من عمان، يصف تجربته: "شعرت بالبرد الشديد هذا الصباح، وعندما نزلت للأغوار ظهراً، كان الجو كأنني انتقلت لبلد آخر كلياً."
يعود هذا التباين المناخي الاستثنائي إلى التضاريس الجغرافية المتنوعة للأردن، حيث يقع البلد استراتيجياً بين تأثيرات البحر المتوسط غرباً والصحراء شرقاً، مع تفاوت كبير في الارتفاعات يصل لأكثر من 1000 متر بين أعلى وأدنى نقطة. الرياح الشمالية الغربية المعتدلة تحمل معها البرودة للمرتفعات، بينما تحتفظ المناطق المنخفضة بحرارتها المعتدلة. هذا النمط المناخي يذكر بموجات مماثلة شهدتها المملكة في شتاء 2018، عندما سُجل فارق مماثل بين المناطق. خبراء الأرصاد يتوقعون استمرار هذه التقلبات لعدة أيام قادمة، مع تغيير متوقع في اتجاه الرياح ليلاً لتصبح شمالية شرقية خفيفة.
يترك هذا التنوع المناخي الاستثنائي تأثيراً مباشراً على حياة المواطنين اليومية، حيث تشهد شركات الكهرباء ارتفاعاً ملحوظاً في استهلاك التدفئة بالمناطق الباردة، بينما تنخفض فواتير التبريد في المناطق الدافئة. فاطمة، ربة منزل من العقبة، تصف سعادتها: "الطقس رائع هنا، نوفر في الكهرباء ونستمتع بالجو المثالي". في المقابل، يتجه آلاف الأردنيين للتخطيط لرحلات سريعة إلى المناطق الدافئة للهروب من برودة المرتفعات. المزارعون في الأغوار يحتفلون بالطقس المعتدل المثالي لمحاصيلهم، بينما يحذر خبراء الصحة من مخاطر التعرض المفاجئ لتقلبات الحرارة. سالم، مزارع من وادي الأردن، يؤكد: "هذا الطقس نعمة لمزارعنا، المحاصيل تنمو في ظروف مثالية."
الأردن اليوم يقدم لمواطنيه فرصة فريدة للاختيار بين ثلاث تجارب مناخية مختلفة دون مغادرة حدود الوطن. مع استمرار هذا النمط المتوقع للأيام القادمة، يبقى التساؤل الأهم: هل ستختار البقاء في أحضان البرد الشتوي، أم ستنطلق إلى واحات الدفء على بُعد رحلة قصيرة؟ وكيف ستستغل هذه النعمة الجغرافية النادرة التي تتيح لك عيش فصول مختلفة في يوم واحد؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط