أخيراً: الموسم المطري ينقذ 70 ألف مزارع أردني من كارثة العام الماضي - منصة ذكية جديدة تصل هواتفهم!
قم بمشاركة المقال
في تطور مذهل يبعث الأمل في قلوب 70 ألف مزارع أردني، ينعكس الموسم المطري الحالي بشكل استثنائي على القطاع الزراعي، محققاً انقلاباً حقيقياً مقارنة بكارثة العام الماضي التي دمرت آمال آلاف المزارعين. للمرة الأولى منذ سنوات، يبتسم المزارعون وهم ينظرون للسماء، بينما تصل رسائل إنذار ذكية مباشرة إلى هواتفهم لحماية محاصيلهم من أي مخاطر محتملة.
أبو محمد، مزارع من عجلون خسر 80% من محصول الزيتون العام الماضي بسبب الجفاف، يروي بصوت مرتجف من الفرح: "الأرض اخضرت والأشجار امتلأت بالثمار، كأننا في حلم جميل بعد كابوس طويل". المهندس بكر البلاونة، مساعد الأمين العام للإرشاد الزراعي، يؤكد أن الوزارة تعمل على متابعة المزارعين بشكل مستمر من خلال كوادرها المنتشرة، مع تدخل سريع كالبرق عند الحاجة لتقليل أي آثار سلبية على المحاصيل.
هذا التحسن المناخي يأتي بعد سنوات من المعاناة، حيث شهد الأردن - البلد الذي يعاني من ندرة المياه - مواسم جفاف قاسية دمرت أحلام المزارعين وهددت الأمن الغذائي. العوامل المناخية الجديدة، مع استقرار المنخفضات الجوية وانتظام الهطولات، تحاكي موسم 1992 عندما شهد الأردن هطولاً استثنائياً أدى لمضاعفة الإنتاج الزراعي. الخبراء يتوقعون استمرار هذا التحسن مع ضرورة الاستعداد للطوارئ والاستفادة المثلى من هذه الفرصة الذهبية.
على أرض الواقع، تشهد الأسواق المحلية انخفاضاً تدريجياً في أسعار الخضروات الورقية، بينما تتحسن جودة المنتجات المحلية بشكل ملحوظ. أم سالم، مزارعة من الكرك، ضاعفت إنتاجها هذا العام وتقول بفخر: "المراعي اخضرت والماشية تأكل من عشب طبيعي لأول مرة منذ سنوات". النظام الجديد يعد بتحويل الأردن من بلد يعاني من ندرة الغذاء إلى منتج ومصدر إقليمي محتمل، مع فرص استثمارية واعدة في الزراعة العضوية والصناعات الغذائية المحلية.
وسط هذا التفاؤل الحذر، تكشف وزارة الزراعة عن منصة تقنية ثورية تربط 70 ألف مزارع بنظام إنذار مبكر ينقل التحذيرات بسرعة البرق مباشرة إلى هواتفهم. هذا التطور التقني، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والأرصاد الجوية، يضمن وصول المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيكون هذا بداية عصر ذهبي للزراعة الأردنية، أم مجرد فترة عابرة تحتاج لاستغلال أمثل؟
وائل السعدي
اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملةقم بمشاركة المقال
