عاجل: ضباب كثيف يحاصر الأردن لـ 3 أيام والحرارة تنهار إلى 6 درجات!

في تطور مناخي مذهل هز المملكة الأردنية، سجلت منطقة الربة في الكرك كمية أمطار قياسية بلغت 40.6 ملم خلال 24 ساعة فقط - رقم يعادل ما يستهلكه ألف شخص لمدة شهر كامل من المياه. للمرة الأولى منذ أشهر طويلة، يتنفس الأردن الصعداء مع أمطار غزيرة لم تشهدها بعض المناطق منذ العام الماضي، بينما يحذر خبراء الأرصاد: خلال 24 ساعة القادمة، موجة طقس جديدة ستضرب المملكة مجدداً.

ضرب منخفض جوي قوي الأردن منذ الأربعاء الماضي، مصحوباً بهطولات مطرية تراوحت بين المتوسطة والغزيرة مع تشكل سيول في عدة مناطق. الأرقام تحكي قصة مذهلة: 30 ملم في السلط، 23.7 ملم في مأدبا، و21 ملم في إربد، فيما سجلت العاصمة عمان انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة لتصل إلى 12 درجة نهاراً و6 درجات ليلاً. "هذه الكميات تُعدّ مؤشراً إيجابياً لتحسن الوضع الزراعي"، تؤكد إدارة الأرصاد الجوية، بينما يقف أبو محمد الكركي وسط حقوله المخضرة قائلاً بدموع الفرح: "بعد أشهر من القلق، أشعر أن الأرض تتنفس مجدداً".

الأردن، هذا البلد الذي يعتمد على الأمطار الشتوية لتغذية 80% من احتياجاته المائية, يشهد تحولاً جذرياً بفعل نظام ضغط منخفض قادم من البحر المتوسط محمّلاً برطوبة استثنائية. المشهد يذكرنا بأمطار شتاء 1992 التي أنقذت الموسم الزراعي من كارثة محققة، وفقاً لخبراء الأرصاد الذين يتوقعون استمرار الأجواء الضبابية لثلاثة أيام قادمة في المرتفعات الجبلية والأجزاء الغربية. التحدي الآن: موجة عدم استقرار جوي جديدة تلوح في الأفق، مقررة الوصول مساء الثلاثاء القادم.

على أرض الواقع، تتحول حياة الأردنيين جذرياً مع هذا التغيير المناخي المفاجئ. محمد الطراونة، سائق تاكسي في عمان، يتخبط في ضباب الصباح الكثيف متأخراً عن مواعيده، بينما تتابع أم فراس نشرة الطقس بقلق بالغ خوفاً على أطفالها من البرودة التي تخترق العظام والرطوبة العالية التي تملأ الهواء. لكن في المقابل، يحتفل المزارعون بـانتعاش المحاصيل الشتوية وتحسن المراعي بشكل واضح، مع توقعات بتراجع أسعار المنتجات الزراعية خلال الأشهر القادمة.

• تحسن إمدادات المياه الجوفية بنسبة كبيرة
• انخفاض متوقع في فواتير المياه للمستهلكين
• فرص استثمارية جديدة في القطاع الزراعي

أمطار غزيرة أعادت الأمل للزراعة الأردنية، لكن التحديات الطقسية لا تزال قادمة بقوة. مع تأكيد الخبراء على ضرورة الاستعداد للموجة الثانية وترشيد استخدام هذه النعمة المائية، يبقى السؤال الحاسم: هل ستستمر هذه النعمة أم أنها مجرد بداية لشتاء أردني استثنائي؟ الطبيعة أعطت إشارة إيجابية واضحة... فهل سنحسن استغلالها قبل أن تتبخر مع شمس الربيع القادم؟

غانم الكواري

غانم الكواري  صحفي متمرس في مجال الأرصاد الجوية، يعمل منذ أكثر من عشر سنوات في تغطية أخبار الطقس والمناخ في منطقة الخليج العربي. يتميز جاسم بدقة تقاريره وتحليلاته التي تعتمد على أحدث البيانات والنماذج المناخية.

قم بمشاركة المقال