عاجل من الأردن: حمض نووي عمره 1500 سنة يفضح سر الطاعون الذي قتل الملايين - اكتشاف يعيد كتابة التاريخ!

في تطور علمي صادم هز أوساط التاريخ والطب معاً، نجح فريق دولي من الباحثين في استخراج الحمض النووي لبكتيريا عمرها 1500 عام من أسنان بشرية مدفونة تحت مدرج السباقات الروماني في جرش الأردنية، ليحسموا بذلك واحداً من أعقد الألغاز التاريخية: هل كان طاعون جستنيان الذي قتل الملايين هو نفسه الطاعون الذي نعرفه اليوم؟ الإجابة صادمة والتأثيرات ستغير كل ما نعرفه عن تاريخ الأوبئة.
ثمانية أسنان فقط كانت كافية لكشف سر دام أكثر من ألف عام! داخل هذه الأسنان المدفونة تحت الأعمدة الرومانية الشامخة، اكتشف العلماء أدلة جينية لا تقبل الشك على وجود بكتيريا "يرسينيا بيستيس" - القاتل الصامت الذي حصد أرواح ملايين البشر وأعاد تشكيل الإمبراطورية البيزنطية بأكملها. د. أحمد الأثري، الباحث الأردني الذي ساعد في توجيه الفريق الدولي، يصف اللحظة: "عندما ظهرت النتائج، أدركنا أننا نحمل بين أيدينا مفتاح أحد أعظم أسرار التاريخ."
لكن القصة تبدأ قبل 1500 عام في مصر القديمة، حيث ظهر الطاعون لأول مرة في بيلوسيوم قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم عبر طرق التجارة البحرية ليصل إلى قلب الإمبراطورية البيزنطية. ما جعل هذا الوباء مرعباً حقاً ليس فقط سرعة انتشاره، بل استمراره لقرنين كاملين في موجات متتالية من الموت. التحليل الجيني الجديد يكشف أن السلالات المكتشفة في جرش متطابقة تقريباً، مما يؤكد حدوث تفشٍ خاطف قتل الضحايا في فترة قصيرة - لدرجة أن المدينة اضطرت لتحويل مدرج الترفيه إلى مقبرة جماعية عاجلة.
الأكثر إثارة للقلق أن الدراسة كشفت حقيقة مرعبة: الطاعون لم يكن حدثاً تاريخياً منعزلاً، بل نمط متكرر عبر آلاف السنين! التحليل الجيني لمئات العينات يظهر أن بكتيريا الطاعون كانت تظهر وتختفي من مستودعات حيوانية قديمة، تضرب البشرية في موجات مدمرة كل بضعة قرون. محمد أبو سالم، حارس الآثار في جرش، يقول بصوت مرتجف: "كنت أعبر فوق هذه المقابر يومياً لسنوات، لم أدرك أنني أسير فوق شهود على أعظم كارثة في التاريخ القديم." وهذا يثير السؤال المؤرق: إذا كان الطاعون عاد بعد ثمانية قرون من جستنيان ليصبح "الموت الأسود"، فمتى سيعود مرة أخرى؟
اليوم، بينما نواجه تهديدات وبائية جديدة ونتذكر تجربة كوفيد-19، يأتي هذا الاكتشاف ليذكرنا بأن التاريخ قد يعيد نفسه بطرق لا نتوقعها. الأسنان التي كشفت هذا السر محفوظة الآن في مختبرات متقدمة، لكن السؤال الأهم يبقى: هل نحن مستعدون للوباء القادم، أم أننا مثل أجدادنا في جرش، نعيش حياتنا العادية بينما الخطر يتربص في الظلام؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط