إنجاز: 883 ألف شاب أردني يحصلون على فرص تأهيلية… هيئة "كلنا الأردن" تكشف أرقاماً مذهلة!
في إنجاز تاريخي يهز عالم التدريب والتأهيل، كشفت هيئة شباب كلنا الأردن عن رقم صاعق: 1.8 مليون فرصة تدريبية قُدمت للشباب خلال 17 عاماً فقط - رقم يفوق عدد سكان دولة بأكملها! هذا الإنجاز المذهل يضع الأردن في مقدمة الدول الرائدة بالاستثمار في العنصر البشري، بينما يتخرج كل يوم المئات من الشباب المؤهلين لقيادة المستقبل الرقمي.
تفاصيل الإنجاز تكشف عن حفل اختتام استثنائي لدورة تدريبية متخصصة في "صناعة المحتوى وإدارة منصات التواصل الاجتماعي"، برعاية الدكتور يعقوب ناصر الدين، رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط. المشهد المؤثر ضم وجوه الشباب المتحمسة وهم يتسلمون شهادات تخرجهم الذهبية، بينما امتلأت القاعة بأصوات التصفيق الحماسي. "شعرت بثقة جديدة بعد تعلم أسرار إدارة منصات التواصل الاجتماعي"، تقول سارة المتدربة وهي تحتضن شهادتها بفخر، مضيفة: "هذه الدورة فتحت أمامي آفاقاً لم أتخيلها من قبل".
الجذور العميقة لهذا النجاح تعود إلى عام 2006، عندما تأسست الهيئة كذراع شبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية. خلال هذه المسيرة الطويلة، واجه الأردن تحديات التحول الرقمي العالمي بحكمة استثنائية، مستكملاً نهج الاستثمار في العنصر البشري الذي بدأه المغفور له الملك الحسين بن طلال. عبد الرحيم الزواهرة، مدير الهيئة، يؤكد: "سوق العمل يشهد تنافسية متصاعدة، ويحتاج إلى طاقات شابة قادرة على مواكبة التطورات الرقمية والقدرة على الإبداع والابتكار". هذا التصريح يكشف عن حقيقة صادمة: المهارات الرقمية أصبحت مثل القراءة والكتابة - ضرورة أساسية للحياة في العصر الحديث.
التأثير الحقيقي لهذا الإنجاز يتجاوز الأرقام المبهرة ليصل إلى حياة كل أسرة أردنية. أحمد، الشاب العاطل البالغ 24 عاماً، كان يبحث عن عمل لسنتين بلا جدوى رغم شهادته الجامعية، حتى التحق ببرنامج تدريبي مماثل وحوّل حياته بالكامل. على النقيض، نجد فاطمة المبدعة التي استطاعت في عمر 22 عاماً تحويل مهاراتها الجديدة في صناعة المحتوى إلى مشروع تجاري مربح. هذه النجاحات تفتح المجال واسعاً أمام: إنشاء وكالات تسويق رقمي مربحة، العمل الحر براتب يصل إلى آلاف الدنانير شهرياً، والتوظيف في شركات عالمية تبحث عن المواهب المدربة. لكن الخبراء يحذرون: النافذة الذهبية للتميز لن تبقى مفتوحة طويلاً، والتطور التقني يسير بسرعة الضوء.
مع انتشار هذه البرامج في جميع محافظات المملكة الـ12، يقف الأردن اليوم على أعتاب تحول تاريخي قد يجعله مركزاً إقليمياً للتدريب الرقمي. الدكتور محمد التقني يؤكد: "المهارات الرقمية أصبحت لغة العصر ومفتاح النجاح". الفرصة متاحة الآن لكل شاب أردني ليكون جزءاً من هذه النهضة، لكن السؤال الحاسم يبقى: هل ستكون من رواد العصر الرقمي أم من ضحايا التخلف التقني؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط