عاجل: التربية تُنهي أزمة المدارس المستأجرة... الاستغناء عن 50 مدرسة خلال عام واحد!
في تطور مفاجئ هز القطاع التعليمي الأردني، نجحت وزارة التربية والتعليم في الاستغناء عن 50 مدرسة مستأجرة خلال عام واحد فقط، مسجلة انتصاراً تاريخياً على أزمة استمرت لسنوات. هذا الإنجاز الاستثنائي تُوج بافتتاح مدرسة حي الزهور الثانوية المختلطة في المفرق، التي تمثل نموذجاً حياً لما يمكن أن يحققه التعاون الدولي والإرادة السياسية القوية.
"بيئة تعليمية ملائمة مجهزة بأفضل المواصفات" - هكذا وصفت الدكتورة سحر الشخاترة، الأمين العام لوزارة التربية للشؤون الإدارية والمالية، المدرسة الجديدة التي كلفت 2.7 مليون دينار. المفاجأة الأكبر تكمن في أن 270 طالباً سورياً من أصل 1090 طالباً وطالبة يدرسون الآن جنباً إلى جنب مع أقرانهم الأردنيين في مبنى حديث يضم 28 شعبة ومختبرات متطورة. أم حسام من المفرق تقول بدموع الفرح: "أطفالي الثلاثة عانوا سنوات في مدارس مستأجرة بلا ملاعب، اليوم يدرسون في قصر حقيقي."
وراء هذا الإنجاز قصة كفاح بدأت مع تدفق اللاجئين السوريين منذ 2011، حين واجه النظام التعليمي الأردني ضغطاً هائلاً. الدعم الملكي من جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى جانب الشراكات الدولية وخاصة مع ألمانيا، حول التحدي إلى فرصة ذهبية. السفير الألماني بيرترام فون مولتكه كشف أن بلاده تدعم بناء 11 مدرسة ودفع رواتب معلمين في 200 مدرسة أخرى. هذا التعاون الدولي مثل نهضة اليابان التعليمية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تحولت المعاناة إلى قوة دافعة للتطوير.
التغيير الحقيقي يلمسه آلاف الأردنيين يومياً. فاطمة المحاميد، معلمة رياضيات، شهدت انتقال مدرستها "من قبو مستأجر إلى مبنى حديث مكيف برائحة الطلاء الجديد وأصوات الفرح تملأ الممرات." النتائج تتجاوز المباني: إلغاء نظام الفترتين، توفير ملايين الدنانير سنوياً، وأهم من كل ذلك - استعادة الثقة في التعليم الحكومي. أحمد السوري، طالب ثانوية عام، حقق حلمه بالدراسة مع أقرانه الأردنيين في الفترة الصباحية، قائلاً: "لأول مرة أشعر أنني في وطني الثاني حقاً."
بينما ينظر التربويون بتفاؤل نحو المستقبل، تبرز تساؤلات مهمة حول الاستدامة. خبراء التخطيط التربوي يؤكدون أن النموذج قابل للتعميم على كافة محافظات المملكة خلال السنوات القادمة، بشرط ضمان التمويل المستمر والصيانة الدورية. التحدي الأكبر اليوم هو تسريع وتيرة البناء لتلبية الطلب المتزايد. فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه بداية عهد جديد من التعليم العالي الجودة للجميع، أم مجرد قطرة في بحر الاحتياجات المتزايدة؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط