عاجل: الذهب يقفز إلى 87.8 دينار... هل تشتري الآن أم تنتظر انهياراً أكبر؟
في تطور صادم هز الأسواق الأردنية، ارتفعت أسعار الذهب بـ10 قروش للغرام الواحد خلال 24 ساعة فقط، لتصل إلى مستويات قياسية جديدة تقارب الـ88 ديناراً للغرام. هذا الرقم الصغير ظاهرياً حول حياة آلاف الأسر الأردنية إلى كابوس حقيقي، حيث أصبح حلم العروس الأردنية أكثر كلفة بـ500 دينار في ليلة واحدة. الخبراء يحذرون: كل يوم تأخير في اتخاذ القرار قد يكلفك مئات الدنانير إضافية!
وفقاً للتسعيرة الرسمية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 - الأكثر رغبة بين المواطنين - 87.80 ديناراً للبيع مقابل 84.20 ديناراً للشراء. هذا يعني أن غراماً واحداً من الذهب يساوي تكلفة إطعام أسرة مكونة من أربعة أفراد ليوم كامل! أم سارة، ربة منزل من عمان، تروي بحرقة: "كنت أدخر لشراء طقم ذهب لابنتي العروس، والآن عليّ تأجيل الحلم للشهر الثالث على التوالي." الفجوة السعرية البالغة 3.60 دينار بين البيع والشراء تمنح التجار ربحاً فورياً يتجاوز 4%.
هذا الارتفاع الصاروخي ليس وليد اللحظة، بل نتيجة عوامل عالمية معقدة تشمل التضخم المتسارع والتوترات الجيوسياسية المستمرة. منذ أزمة 2008 المالية العالمية، لم نشهد ارتفاعات بهذه الحدة والتتالي، مما يضع الذهب في موقعه التاريخي كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار. د. محمد العبادي، خبير الاقتصاد، يؤكد: "الذهب سيواصل رحلته التصاعدية حتى نهاية العام، والمؤشرات تشير إلى أننا نشهد بداية موجة جديدة من الارتفاعات." أسعار العيارات الأخرى تسير على نفس المنوال: عيار 24 عند 100.30 دينار، وعيار 18 عند 77.80 دينار.
الواقع على الأرض يرسم صورة قاتمة لآلاف الأسر الأردنية التي تجد نفسها أمام خيارات صعبة. تأجيل الأعراس بات واقعاً مريراً لعائلات بأكملها، فيما تبحث أخريات عن بدائل مثل الفضة أو المجوهرات المقلدة. أبو خالد، صائغ في وسط البلد، يصف المشهد: "الزبائن يأتون، ينظرون إلى الأسعار، يتنهدون، ويذهبون دون شراء. النظر أصبح أكثر من الشراء." على الجانب الآخر، يحتفل أحمد المستثمر الذي اشترى كيلو ذهب قبل شهر بتحقيق أرباح تفوق 2000 دينار، مؤكداً أن "الذهب أثبت مرة أخرى أنه الملك الذي لا يُخلع من عرشه."
الشهور القادمة ستحدد مصير جيل كامل من العرائس والمستثمرين الأردنيين في معادلة معقدة بين الحاجة والقدرة. الخبراء ينصحون بـمراقبة الأسعار العالمية يومياً والتخطيط الذكي للمشتريات، مع تجنب القرارات المتسرعة في ظل هذه التقلبات العنيفة. استراتيجية الشراء التدريجي بكميات صغيرة قد تكون الحل الأمثل للتعامل مع هذا الوضع الاستثنائي. السؤال الذي يحير الجميع: هل سنشهد انهيار الحلم الذهبي الأردني، أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط