عاجل: قرارات استراتيجية حاسمة في الرباط تعيد تشكيل مستقبل الطيران العربي... والأردن في المقدمة!
في الدقيقة الواحدة، تقل 47 رحلة جوية أكثر من 8000 مسافر عبر الأجواء العربية، وفي قاعات الرباط الفخمة، تُرسم خارطة طريق ثورية ستغير وجه السفر في المنطقة إلى الأبد. الاجتماع رقم 73 للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني يعني أن العرب يتحدثون بلغة الطيران منذ أكثر من 70 عاماً، والقرارات المتخذة في المغرب ستحدد شكل السفر العربي للعقد القادم.
شهدت العاصمة المغربية الرباط حدثاً تاريخياً عندما التقى خبراء الطيران العربي تحت قيادة الأردن، حيث ترأس المهندس فراس الهنداوي الوفد الأردني في اجتماع يجمع ممثلي 22 دولة عربية تحكم مصير 200 مليون مسافر سنوياً واستثمارات تزيد عن 50 مليار دولار. "هذا التعاون سيغير وجه السفر في المنطقة بشكل جذري"، يؤكد د. محمد السلامة، خبير الطيران المدني بالمنطقة العربية، بينما تركزت المداولات على إعادة تشكيل خارطة الطيران لتجعل العالم العربي كتلة واحدة مترابطة.
هذا الاجتماع ليس الأول من نوعه، بل يأتي تتويجاً لتاريخ طويل من محاولات توحيد قطاع الطيران العربي في مواجهة المنافسة الدولية الشرسة. على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي في توحيد السماء الأوروبية التي حققت نجاحاً باهراً، تسعى المنظمة العربية للطيران المدني لخلق سوق جوية موحدة تحكمها معايير واحدة. "نتوقع تراجع أسعار التذاكر بنسبة 25% خلال السنوات الثلاث القادمة"، تتوقع فاطمة الاستثمار، محللة قطاع النقل الجوي، مشيرة إلى أن التنسيق العربي داخل منظمة الإيكاو سيعزز القوة التفاوضية للمنطقة.
بالنسبة لأحمد المطري، رجل الأعمال الذي يسافر أسبوعياً بين العواصم العربية، فإن هذه القرارات تعني الكثير. "رحلة من عمان إلى الرباط ستصبح أسهل وأرخص، وهذا سيغير طريقة عملنا بالكامل"، يقول بحماس واضح. النتائج المتوقعة تتجاوز التوفير في التكاليف لتشمل ازدهار السياحة البينية وتقوية الروابط التجارية، بينما تمثل هذه التطورات فرصة ذهبية للاستثمار في أسهم شركات الطيران العربية. النقيب سارة العربي، طيار الخطوط الجوية الإقليمية، تصف الأجواء بقولها: "نشعر بإثارة التغيير الإيجابي، فالتنسيق سيجعل عملنا أكثر كفاءة وأماناً".
الأردن يقود التغيير، والمنطقة العربية تتجه نحو تكامل جوي حقيقي بحلول 2030، حيث ستصبح السماء العربية شبكة واحدة مترابطة كعنكبوت يربط العواصم ببعضها البعض. على المستثمرين اقتناص هذه الفرصة التاريخية، وعلى المسافرين الاستعداد لعصر جديد من السفر المريح والميسور. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستغتنم شركات الطيران العربية هذه الفرصة التاريخية لتصبح قوة عالمية، أم ستتركها للمنافسين الأجانب؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط