عاجل: موجة برد قارسة تضرب الأردن... درجات الحرارة تنهار إلى 3 درجات والأرصاد تحذر!

في مشهد مناخي لا يحدث إلا في أفلام الخيال العلمي، يشهد الأردن اليوم تفاوتاً حرارياً مذهلاً يصل إلى 22 درجة مئوية بين مناطقه المختلفة - فارق أكبر من الفرق بين القطب الشمالي والصحراء! بينما تنخفض الحرارة في مرتفعات الشراة إلى 3 درجات تحت الصفر تقريباً، ترتفع في الأغوار الجنوبية إلى 25 درجة دافئة. خبراء الأرصاد يحذرون المواطنين: خططوا ملابسكم بعناية قبل التنقل بين المناطق.

أم محمد، البالغة من العمر 65 عاماً والتي تعيش في المرتفعات الشمالية، تروي معاناتها: "آلام مفاصلي تزداد مع هذا البرد القارس، أشعر وكأن الشتاء وصل مبكراً هذا العام." وفي المقابل، يستمتع أحمد الفلاح من منطقة الأغوار بأجواء مثالية تصل إلى 23 درجة، قائلاً: "هذا الطقس نعمة حقيقية لمحاصيلنا الشتوية." الأرصاد الجوية تؤكد أن هذا التنوع المناخي سيستمر حتى يوم الأربعاء، مع رياح جنوبية شرقية معتدلة وظهور غيوم على ارتفاعات عالية.

هذا التنوع المناخي الاستثنائي ليس مفاجئاً، فالأردن بموقعه الجغرافي الفريد وتضاريسه المتباينة يحتضن 10 مناطق مناخية مختلفة في مساحة لا تتجاوز 90 ألف كيلومتر مربع. الدكتور سالم الجبالي، خبير الأرصاد الجوية، يوضح: "هذا التنوع المناخي نعمة ونقمة في آن واحد، فبينما يوفر خيارات متعددة للأنشطة والزراعة، يتطلب تخطيطاً دقيقاً للتنقل." والمثير للاهتمام أن العاصمة عمان نفسها تشهد فروقاً حرارية بين شرقها وغربها، حيث تتراوح الحرارة بين 8-16 درجة في الغرب و 10-16 في الشرق.

هذا التقلب المناخي يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، من اختيار الملابس صباحاً إلى تخطيط الرحلات والنزهات العائلية. سارة السائحة تصف تجربتها المدهشة: "في ساعة واحدة فقط، انتقلت من ارتداء المعطف الثقيل في المرتفعات إلى القميص القطني في الأغوار - كأنني سافرت عبر قارات مختلفة!" المتوقع أن يشهد القطاع السياحي نشاطاً متزايداً، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بأجواء دافئة في الأغوار هرباً من برد المرتفعات، بينما يحتاج سكان المناطق الباردة لرفع فواتير التدفئة والاستعداد لفصل شتاء أطول من المعتاد.

مع استمرار هذه الأجواء المتنوعة حتى منتصف الأسبوع، ينصح خبراء الطقس المواطنين بارتداء طبقات متعددة من الملابس عند التنقل بين المناطق، وتفقد توقعات الطقس قبل التخطيط لأي رحلة. الأردن يؤكد مرة أخرى أنه بلد العجائب المناخية، حيث يمكنك أن تعيش أربعة فصول في يوم واحد. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستستغل هذا التنوع المناخي المدهش لاستكشاف جمال مناطق المملكة المختلفة، أم ستبقى أسير منطقتك الواحدة؟

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال