شاهد: طلبات الأردن تكشف سر نجاحها… تكرم الأبطال الحقيقيين بطريقة استثنائية!

في خطوة نادرة تُعيد تعريف معايير التقدير في عالم العمل، كرّمت شركة "طلبات" الأردنية سائقيها وسائقاتها المتميزين لعام 2025، مُحدثة نقلة حقيقية بتكريم ذوي التحديات السمعية إلى جانب زملائهم الأبطال. خمسة معايير مختلفة للتميز في مهنة واحدة - هكذا غيّرت طلبات مفهوم العمل في قطاع التوصيل، بينما تشهد أسواق العمل تراجعاً في تقدير الموظفين عالمياً.

في حفل مهيب بحضور المدير العام سليم حمّاد، تألقت الدروع التقديرية بين أيدي الأبطال الحقيقيين الذين جابوا شوارع المملكة. "لم أصدق أنني سأحصل على تقدير بهذا المستوى" - هكذا وصف أحمد المحمود، السائق ذو التحديات السمعية الحاصل على المركز الأول في فئة الولاء، مشاعره لحظة سماع اسمه. فاطمة العلي، الأم لثلاثة أطفال والحاصلة على أعلى تقييم من العملاء، لم تتمالك دموع الفرح: "هذا التقدير يعني أن عملي ليس مجرد وظيفة، بل رسالة أؤديها بكل فخر".

خلف هذا الاحتفال قصة نجاح مُلهمة تجسد استراتيجية متطورة في إدارة المواهب. المنافسة الشرسة في قطاع التوصيل دفعت طلبات لابتكار نموذج فريد يضع الإنسان في المركز، مُحولة السائقين من مجرد موظفين إلى شركاء حقيقيين في النجاح. د. محمد الزعبي، خبير الموارد البشرية، يؤكد: "هذا التكريم يضع الأردن على خريطة أفضل الممارسات العالمية في تقدير الموظفين". مقارنة بالشركات العالمية التي تكرم موظفيها سنوياً، تفوقت طلبات بشمولية استثنائية تضم ذوي الاحتياجات الخاصة.

هذا التقدير لن يبقى حبراً على ورق، بل سينعكس على حياة آلاف الأردنيين يومياً. تحسن جودة خدمة التوصيل سيكون النتيجة المباشرة، بينما يتطلع الشباب الآن لمهنة التوصيل كفرصة حقيقية للنمو والتقدير. سامي الخوري، مشرف طلبات باترول، يصف التأثير: "شعرت بالفخر عندما تسلمت الدرع، هذا تقدير لجهودنا اليومية على الطرق". الفرص الواعدة تنتظر الباحثين عن عمل، خاصة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين وجدوا في طلبات بيئة عمل حاضنة ومُقدرة لقدراتهم.

في عالم يزداد فيه البحث عن شركات تحترم موظفيها، تضع طلبات معايير جديدة قد تُلهم قطاعات أخرى في المملكة. النموذج الأردني في تقدير المواهب بدأ ينتشر، مع توقعات بتبني شركات أخرى لبرامج تكريم مشابهة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح طلبات نموذجاً يُحتذى به في تقدير الموظفين، أم مجرد استثناء مُشرق في بحر من اللامبالاة؟

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال