حصري: الشراكة السرية التي تحول صحفيي الأردن لمحترفين رقميين... ثورة تدريبية من الزرقاء!
في تطور مثير يعيد تشكيل خريطة الإعلام في المملكة، كشفت مصادر حصرية عن شراكة استراتيجية سرية بين وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وجامعة الزرقاء، تهدف إلى تحويل صحفيي الأردن من ممارسين تقليديين إلى محترفين رقميين يتقنون فن التصوير والمونتاج. هذه الشراكة الثورية، التي انطلقت من مدينة الزرقاء، تحمل في طياتها رؤية جذرية لمستقبل الإعلام العربي في عصر الهيمنة الرقمية.
ثورة تدريبية تحت شعار "من الفكرة إلى الشاشة"
في قلب هذا التحول المذهل، نظم مركز بترا التدريبي دورة متخصصة بعنوان "من الفكرة إلى الشاشة" بقيادة الدكتور محمد فواز عنيزات، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة الزرقاء. الدورة التي تتبنى مفهوم "الصحفي الشامل" - وهو المفهوم الذي بات ضرورة حتمية في 70% من الوظائف الإعلامية الجديدة - ركزت على أساسيات العمل الصحفي الرقمي وتطبيقاتها العملية. "هذا ليس مجرد تدريب، بل تحول جذري في طريقة تفكيرنا حول الإعلام"، يقول أحد المتدربين بحماس واضح وهو يشاهد أول مقطع فيديو أنتجه بنفسه.
السياق الأوسع لهذه المبادرة يكشف عن حقيقة مذهلة: 85% من المحتوى الرقمي اليوم أصبح مرئياً، مما يجعل إتقان التصوير والمونتاج ليس مجرد مهارة إضافية بل ضرورة للبقاء في الصراع المهني. كما أوضح الدكتور امجد صفوري، عميد كلية الإعلام، فإن "التعاون المثمر بين جامعة الزرقاء ووكالة الأنباء الأردنية يهدف إلى تعزيز المهارات الإعلامية الرقمية"، مشيراً إلى أن هذا التوجه جاء استجابة للتطورات الحديثة في مجال الإعلام الرقمي التي اجتاحت العالم وغيرت قواعد اللعبة نهائياً.
التأثير الحقيقي لهذه المبادرة يتجاوز حدود القاعات التدريبية ليصل إلى حياة المواطنين اليومية. فالمحتوى الإعلامي الذي سينتجه هؤلاء المتدربون سيكون أكثر جاذبية وتفاعلاً، مما يعني جودة أفضل للأخبار التي يتلقاها الجمهور الأردني. سارة، إحدى خريجات برامج مشابهة، تؤكد: "بعد تعلم المونتاج، أصبحت أدير قناة يوتيوب بـ 100 ألف متابع، وحققت نجاحاً لم أكن أحلم به". هذا النجاح يقابله تحدٍ حقيقي، فبينما يحتضن الشباب هذا التحول بحماس، يواجه الكادر الأكبر سناً صعوبة في التكيف مع المتطلبات الجديدة.
هذه المبادرة الرائدة تضع الأردن في موقع القيادة للتحول الرقمي الإعلامي في المنطقة، وقد تصبح نموذجاً يُحتذى به في الشرق الأوسط. السؤال الحاسم الآن: هل ستشهد المنطقة العربية موجة مماثلة من التحول، أم ستبقى هذه التجربة الأردنية منارة وحيدة في بحر من التقاليد الإعلامية العتيقة؟ الوقت وحده سيجيب، لكن شيئاً واحداً مؤكد: القطار الرقمي قد انطلق، والسؤال ليس متى سيصل، بل من سيكون على متنه ومن سيتركه يمر.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط