عاجل: النقد الدولي يصرف 130 مليون دولار للأردن ويتنبأ بطفرة اقتصادية تاريخية... هل تشهد المملكة نهضة جديدة؟
في تطور استثنائي هز الأوساط الاقتصادية العربية، أعلن صندوق النقد الدولي صرف 130 مليون دولار للأردن كدفعة فورية، ليصل إجمالي الدعم المالي إلى 733 مليون دولار في إشارة قوية لثقة المجتمع الدولي بقوة الاقتصاد الأردني. هذا الرقم الصادم - الذي يعادل ميزانية بناء 260 مدرسة جديدة - يطرح سؤالاً حاسماً: هل تقف المملكة على أعتاب طفرة اقتصادية تاريخية ستغير وجه المنطقة؟
أكمل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي المراجعة الرابعة بموجب تسهيل الصندوق الموسع، معلناً أن "الاقتصاد الأردني يظل قوياً مدعوماً بسياسات اقتصادية سليمة". سارة النعيمي، رائدة الأعمال الأردنية، لا تخفي حماسها: "أشعر وكأننا نقف على أعتاب فرصة ذهبية لم نشهدها منذ عقود". الأرقام تتحدث بوضوح: تسارع معدلات النمو إلى 2.7% في النصف الأول من 2025، مع توقعات بوصولها إلى 3% قريباً، في مشهد يذكرنا ببرامج الإصلاح الناجحة في كوريا الجنوبية خلال التسعينات.
خلف هذا النجاح اللافت قصة كفاح طويلة مع التحديات الإقليمية المتلاحقة. فبينما تشهد اقتصادات المنطقة اضطراباً، يبحر الاقتصاد الأردني بثبات وسط العاصفة بقيادة حكيمة. كينجي أوكامورا، نائب المدير الإداري لصندوق النقد، أكد أن "استقرار الأردن الاقتصادي دليل على السعي الثابت نحو سياسات سليمة". التحدي الأكبر يكمن في خفض نسبة الدين العام من 82.8% إلى 80% من الناتج المحلي بحلول 2028، رحلة تتطلب إصلاحات جذرية وإدارة محكمة للموارد.
لكن ماذا يعني هذا للمواطن العادي؟ أحمد الخالدي، موظف القطاع العام، يراقب التطورات بحذر: "نأمل أن تترجم هذه الأرقام إلى تحسن حقيقي في مستوى المعيشة". التوقعات تشير إلى استقرار معدل التضخم عند 2% وانخفاض العجز في الحساب الجاري إلى أقل من 5%، بينما يواجه الاقتصاد تحدي البطالة بين الشباب وانخفاض مشاركة المرأة في سوق العمل. عمر التميمي، عامل في القطاع الخاص، يلخص آمال الكثيرين: "نحتاج فرص عمل حقيقية، ليس مجرد أرقام على الورق".
هذه الثقة الدولية الاستثنائية تضع الأردن أمام فرصة تاريخية لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، مدعومة ببرامج رقمنة الخدمات الحكومية والتكامل الإقليمي المتنامي. د. محمد الزعبي، الخبير الاقتصادي، يحذر: "النجاح يتطلب استغلال هذه اللحظة الذهبية قبل أن تتغير الظروف الإقليمية". المؤشرات الأولية مبشرة: هدوء إيجابي في أسواق المال وازدحام في مراكز التوظيف، لكن السؤال الأهم يبقى: هل سينجح الأردن في تحويل هذا الدعم المالي الضخم إلى قصة نجاح ملهمة تضعه في مقدمة الاقتصادات العربية الواعدة؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط