عاجل: منخفض قبرصي عنيف يضرب الأردن… أمطار غزيرة وسيول خطيرة خلال 4 أيام!

في تطور مناخي استثنائي، تستعد 80% من المملكة الأردنية لمواجهة أقوى منخفض جوي هذا الموسم، حيث تحتضن سماء قبرص منخفضاً عنيفاً سيغير وجه الطقس في الأردن لـ 4 أيام كاملة. خلال الساعات القادمة، ستشهد المملكة تحولاً جذرياً مع أمطار غزيرة وسيول خطيرة تهدد الأودية والمناطق المنخفضة، في حدث جوي لم تشهده البلاد منذ سنوات.

تؤكد دائرة الأرصاد الجوية أن الكتلة الهوائية الباردة القادمة من البحر المتوسط ستجلب معها أمطاراً غزيرة مصحوبة بالرعد والبرق وحبات البرد، مما يؤدي إلى تشكل السيول وارتفاع منسوب المياه بشكل خطير. "لم أر مثل هذا المطر الغزير منذ 5 سنوات"، تقول أم أحمد من عمان وهي تراقب بقلق الغيوم الكثيفة المتراكمة في السماء. أبو محمد، مزارع من إربد، يراقب بقلق حقول الزيتون وهي تتعرض لوابل من البرد الذي يطقطق بقوة على النوافذ.

يذكر هذا المنخفض الاستثنائي بمنخفض شتاء 2013 الذي شلّ الحركة في عمان وغمر شوارعها، حيث تلتقي الكتلة الهوائية الباردة من أوروبا بالهواء الدافئ في المنطقة لتخلق عاصفة مثالية. د. سامي الخوري، خبير الأرصاد الذي تنبأ بدقة بهذا المنخفض، يؤكد أن الغيوم تتحرك كقطيع من الأغنام الرمادية عبر السماء، حاملة معها كمية من المطر تكفي لملء ملعبي كرة قدم بالمياه.

ومع تعطل حركة المرور وإلغاء الفعاليات الخارجية، يستعد المواطنون لأيام من انقطاع محتمل في الكهرباء وزيادة استهلاك التدفئة. لكن د. فاطمة العمري، اختصاصية المناخ، تؤكد أن هذا الطقس العاصف نعمة مخفية ستحسن مخزون السدود وتنعش القطاع الزراعي بشكل كبير. بينما يفرح المزارعون بهذا المطر المبارك، يحذر خبراء السلامة من ضرورة تجنب الأودية والمناطق المنخفضة، خاصة مع صوت الرعد المدوي وخرير المياه المتزايد في الأودية.

مع عودة تدريجية متوقعة للاستقرار الجوي بداية الأسبوع القادم، تبقى المملكة تعيش 4 أيام حاسمة من الطقس العاصف والأمطار الغزيرة التي ستترك أثراً إيجابياً على الوضع المائي رغم التحديات المؤقتة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه بداية شتاء مطير استثنائي يعيد للأردن ذكريات المواسم المطيرة العظيمة؟

غانم الكواري

غانم الكواري  صحفي متمرس في مجال الأرصاد الجوية، يعمل منذ أكثر من عشر سنوات في تغطية أخبار الطقس والمناخ في منطقة الخليج العربي. يتميز جاسم بدقة تقاريره وتحليلاته التي تعتمد على أحدث البيانات والنماذج المناخية.

قم بمشاركة المقال