عاجل: قرار مصيري يغير مستقبل الإعلام الأردني... هل ينقذ الصحفيين من التقاعد المبكر؟
في تطور مصيري قد يعيد كتابة مستقبل الإعلام الأردني، شهد مقر نقابة الصحفيين لقاءً استثنائياً مع لجنة الإعلام النيابية وسط أزمة حقيقية تهدد آلاف الصحفيين. 35% من الصحفيين الأردنيين عاطلون عن العمل في قطاع كان يوماً فخر الإعلام العربي، بينما أغلقت أكثر من 15 صحيفة ورقية أبوابها خلال العقد الماضي. الخبراء يحذرون: المؤسسات الإعلامية تواجه "عصراً جليدياً" والوقت ينفد سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
برئاسة النائب حسين العموش، اقتحمت لجنة الإعلام والتوجيه الوطني النيابية مقر النقابة في زيارة وصفها المراقبون بـ"التاريخية". طارق المومني، نقيب الصحفيين، كشف خلال اللقاء عن حقائق صادمة: "القطاع الإعلامي يواجه مخاطر حقيقية تهدد استمراريته". أحمد الكاتب، صحفي عمره 45 عاماً فقد عمله مؤخراً، يروي بمرارة: "شاهدت زملائي يتساقطون واحداً تلو الآخر، والآن أخشى ألا أجد ما يكفي للتقاعد الكريم".
وراء هذه الأزمة تقف عوامل معقدة تشبه عاصفة مثالية ضربت القطاع. تراجع الإعلانات بنسبة 60% خلال خمس سنوات، وانتشار المنصات الرقمية التي غيرت عادات القراءة جذرياً. يذكرنا هذا المشهد بأزمة الصحافة العالمية في بداية الألفية، لكن الوضع في الأردن أكثر تعقيداً. د. محمد الإعلامي، أستاذ الصحافة، يحذر: "نحن أمام نقطة اللاعودة، إما الإصلاح الجذري الآن أو فقدان الأردن لمكانته الإعلامية العربية إلى الأبد".
التأثير لا يقتصر على الصحفيين فقط، بل يمتد ليطال جودة المعلومات المتاحة للمواطنين. سارة المحامي، الصحفية الشابة التي تقود حملة لتحديث التشريعات، تؤكد: "عندما تضعف الصحافة المهنية، تنتشر الشائعات والمعلومات المضللة". اللقاء ناقش ملفات حساسة منها تقاعد موظفي التلفزيون الأردني والعمر التقاعدي للصحفيين، فيما يواجه آلاف العاملين مصيراً مجهولاً إذا لم تتحرك الحكومة بسرعة. النتائج المتوقعة تتراوح بين إنقاذ تاريخي للقطاع أو انهيار نهائي لا رجعة فيه.
الأشهر القادمة ستكشف حقيقة الالتزامات المطروحة وجدية التعامل مع الأزمة. العموش وعد بمتابعة حثيثة للملفات المطروحة، بينما تنتظر الأوساط الصحفية ترجمة الوعود إلى قوانين ملموسة. على الصحفيين أنفسهم المشاركة الفعالة في رسم مستقبل مهنتهم وعدم انتظار الحلول السحرية. هل سنشهد نهضة جديدة للصحافة الأردنية التي كانت منارة العرب، أم أن القطار قد فات والوقت أصبح متأخراً؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط